أعلن وزير الصحة الأميركي، روبرت كينيدي جونيور، يوم أمس الإثنين 9 يونيو الجاري، عن إقالة جميع أعضاء اللجنة الاستشارية الفيدرالية المعنية باللقاحات، والبالغ عددهم 17 عضوا، بسبب وجود “تضارب مصالح” يهدد موضوعية القرارات الصحية.
وقال كينيدي، المعروف بمواقفه المشككة في اللقاحات وخاصة لقاح كورونا، في بيان رسمي، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن هذا القرار يهدف إلى “إعادة بناء ثقة المواطنين”، مؤكدا أن أي توصيات صحية تصدر عن الجهات الفيدرالية يجب أن تكون مبنية على علم نزيه، خال من التأثيرات المالية أو المصالح الخاصة.
وأضاف وزير الصحة: “إن الأمر لا يتعلق بكونك مع أو ضد اللقاحات، بل بأن تكون التوصيات ناتجة عن عملية شفافة ومستقلة”.
ويأتي هذا القرار في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة الأمريكية نقاشات عميقة بشأن سياسة اللقاحات، خصوصا في ظل عودة بعض الأمراض المعدية للانتشار، وسط تزايد حملات التشكيك والتضليل.
وكشف كينيدي، في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال“، أن اللجنة التي تم إعفاؤها “تتخبط وسط تضارب المصالح”، مشيرا إلى أن عددا من أعضائها تربطهم علاقات مالية بشركات تصنيع الأدوية، ما يجعل من الصعب الوثوق بقراراتهم، واصفا إياها بأنها تحولت إلى مجرد “ختم يوافق على أي لقاح يُعرض عليها”.
ومن جانبه، أعرب الدكتور بول أوفيت، المختص في علم الفيروسات وعضو سابق في اللجنة، عن قلقه من هذه الخطوة، واعتبر أن الوزير “يبحث عن مشكلة لا وجود لها”، مستفسرا عن المعايير التي سيعتمدها كينيدي لاختيار أعضاء جدد “يُفترض أنهم محايدون”.
أما الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فقد عبرت عن مخاوفها، في بيان رسمي، قالت فيه رئيستها، سوزن كريسلي، إن ما يحدث “هو تصعيد واضح لمحاولات تكميم الخبرات الطبية المستقلة”، معتبرة أن قرارات من هذا النوع تهدد الثقة العامة في اللقاحات التي أنقذت ملايين الأرواح.
ومن جهته، هاجم زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، القرار واصفا إياه بـ”الخطير والمتطرف”، مضيفا أن “إقالة علماء كرسوا حياتهم لحماية الأطفال من أمراض مميتة، ليس إصلاحا بل تراجعا مؤسفا”.
كما وصف السيناتور بيرني ساندرز، هذه الخطوة بأنها استمرار لما سماه “الحرب على العلم”، محذرا من تداعياتها على الصحة العامة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة الأمريكي كان محط جدل بسبب مواقفه المناهضة للقاحات، حيث سبق أن ربط بين مرض التوحد ولقاحات الأطفال، كما شكك في لقاحات كوفيد-19، واتخذ منذ تعيينه وزيرا للصحة عدة خطوات للحد من وصول المواطنين إلى هذه اللقاحات.
ويُرتقب أن ينعقد الاجتماع المقبل للجنة المعفية في مقر “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC)، في أتلانتا، نهاية الشهر الجاري، وسط تساؤلات كبيرة حول مستقبل السياسات الصحية في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ النظام الصحي الأميركي.