نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة مدريد، السبت الماضي، قنصلية متنقلة بمدينة سيوداد ريال، الواقعة على بعد 210 كيلومترا جنوب مدريد، لتقديم مجموعة من الخدمات القنصلية لأفراد الجالية المغربية، بهذه المنطقة.
وجاء في بلاغ صادر عن التمثيلية القنصلية المغربية بمدريد، أن هذه القنصلية المتنقلة، تعد الأولى من نوعها في هذه المدينة، التي يقيم بها عدد كبير من المهاجرين المغاربة، مشيرا إلى الإقبال الواسع لأفراد الجالية المقيمين في الإقليم والجهات المحيطة بها.
وتابع المصدر ذاته، أن هذه القنصلية المتنقلة، تندرج في إطار سياسة القرب التي تنهجها القنصلية المغربية بمدريد لفائدة الجالية، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، وتوجيهات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وأكد البلاغ أن هذه العملية، التي تم خلالها تسليم الوثائق الرسمية كجواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية وتقديم استشارات قانونية وعدلية، قوبلت بترحيب وإشادة واسعة من قبل جميع أفراد الجالية المغربية، الذين أعربوا عن سعادتهم الغامرة وتقديرهم الكبير لهذه المبادرة، والتي أعفتهم من مصاريف التنقل إلى العاصمة الإسبانية، ومكنتهم من الاستفادة من مجموعة من الخدمات القنصلية، خاصة وأنها جاءت متزامنة مع اقتراب موعد عطلة نهاية رأس السنة، التي تتميز برغبة عدد كبير من المغاربة في قضاء هذه العطلة بأرض الوطن.
ويضيف البلاغ أن هذا التنقل القنصلي شكل مناسبة للقنصل العام، كمال أريفي، للالتقاء بممثلي النسيج الجمعوي المغربي بهذه المنطقة العاملين في عدة مجالات (الدينية، الرياضية، التربوية والاجتماعية)، من أجل تبادل الأفكار والوقوف على أهم مشاغل الجالية المغربية المتواجدة بإقليم سيوداد ريال والأقاليم المجاورة.
واستعرض أريفي، خلال أشغال هذا اللقاء، الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قصد تحسين جودة الخدمات القنصلية لفائدة الجالية المغربية، طبقا لتوجيهات الملك، من خلال تبسيط المساطر الإدارية، واعتماد الرقمنة، ونظام المواعيد، وكذا تقريب الإدارة من أفراد الجالية المغربية.
ولفت المسؤول الدبلوماسي إلى آخر التطورات التي تعرفها القضية الوطنية، لا سيما المواقف الإيجابية التي عبرت عنها مجموعة من الدول الكبرى، من قبيل: الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا، وافتتاح أزيد من 30 قنصلية في الصحراء المغربية.
وثمن القنصل العام عاليا المواقف البطولية للجالية المغربية التي لا تدخر جهدا في الدفاع عن القضية الوطنية، والدور الأساسي الذي ما فتئت تلعبه خدمة لقضية الصحراء المغربية، والتصدي الحازم لخصوم وأعداء والوحدة الترابية للمملكة.
من جانب آخر، استعرض القنصل العام البرامج والأنشطة التي تقوم بها الحكومة المغربية، بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية، الرامية إلى الحفاظ على الهوية المغربية من خلال مجموعة من الأنشطة كتعليم اللغة العربية، والتعريف بالتاريخ المغربي العريق وموروثه الثقافي، لدى التلاميذ في مختلف المؤسسات التعليمية الإسبانية في المنطقة.
وتمحورت المباحثات بين الجانبين على أهمية الدور الإيجابي الذي تلعبه الجالية المغربية المقيمة بإقليم سيوداد ريال على جميع الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية وكذا السياسية، وانصب التركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للجالية المغربية بإقليم سيوداد ريال، والتحديات التي تواجه اندماجها الاجتماعي والثقافي.
من جهته، أبرز عمدة المدينة، باكو كانيزاريس خيمينيز، الدور الإيجابي الذي تلعبه هذه الجالية على كافة المستويات، فضلا عن الاحترام الذي تحظى به من جميع السلطات بهذا الإقليم.