تناولت مجموعة من الصحف الدولية زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، ووصفتها بالزيارة التاريخية، فيما أطلقت عليها صحف أخرى اسم “زيارة المصالحة الكبرى”، وذلك بعد الخلافات التي شهدتها العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
ورأت بعض الصحف أن الزيارة جاءت نتيجة ضغط من الأوساط الفرنسية على الرئاسة لتدارك الموقف مع المغرب، خصوصاً فيما يتعلق بالاعتراف بمغربية الصحراء والانضمام إلى الدول التي أعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.
ووفقاً لسكاي نيوز البريطانية، فإن الرباط تنتظر من فرنسا “تفعيل موقفها السياسي بالاعتراف بمغربية الصحراء دبلوماسياً وعلى أرض الواقع”، وأن الزيارة تهدف إلى تدارك المصالح المتضررة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أن المستثمرين الفرنسيين لديهم فرص مهمة للاستثمار في المغرب، خصوصاً في مجال الطاقات المتجددة التي تُعتبر “رافعة للاقتصاد الفرنسي”.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تمثل منعطفاً تاريخياً بين البلدين بعد توترات وبرود طالت عدة مراحل، أبرزها اتهامات فرنسا للمغرب بـ”التجسس” على الرئيس الفرنسي ووزرائه، وتخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، بالإضافة إلى إنهاء المغرب لمهام سفيره بباريس.
من جانبها، اعتبرت “بي بي سي” البريطانية، وفقاً لمحلليها، أن الهجرة غير النظامية تلعب دوراً محورياً في العلاقات بين المغرب وفرنسا، وأنها من أبرز القضايا التي دفعت فرنسا وإسبانيا لاتخاذ موقف داعم للصحراء المغربية خشية استغلال ورقة الهجرة للضغط عليهما، حيث يشعر الأوروبيون، وفقاً للمصدر البريطاني، “بقلق كبير حيال الهجرة غير النظامية ويعتمدون على المغرب للتصدي لها باعتباره أقرب دولة إلى أوروبا”.
أما إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية، فأشارت إلى أن فرنسا ترغب في تحسين علاقاتها مع عدد من الدول الإفريقية من خلال المغرب، مضيفة أن المغاربة يأملون أن تعود “العلاقات إلى سابق عهدها بعد زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون والتي تستمر ثلاثة أيام، خصوصاً المواطنين الفرنسيين المقيمين في المغرب والمغاربة المقيمين في فرنسا، مع وجود بارقة أمل في إنهاء أزمة التأشيرات الأخيرة بين البلدين”.