شمل التصنيف الصادر عن معهد سياسات الهجرة، خمسة وعشرين دولة الأكثر هجرة إلى أمريكا، والتي يقبل مواطنوها بشكل كبير على الوجهة الأمريكية، ولم يتضمن هذا التصنيف المغرب.
واعتمد التصنيف الذي نشره موقع “Yahoo Finance”، على بيانات صادرة عن معهد سياسات الهجرة الأمريكي، الذي حدد الدول الأكثر هجرة إلى الولايات المتحدة، التي كشفت عن الدول التي يقيم أكبر عدد من مواطنيها من المهاجرين في الولايات المتحدة، وذلك خلال السنوات العشرة الأخيرة إلى حدود سنة 2022.
وجاءت أيرلندا في صدارة الترتيب، حيث يبلغ إجمالي عدد المهاجرين في الولايات المتحدة، ما مجموعه 118،539 مهاجرا، وذكر الموقع أن المهاجرين الأيرلنديين كانت لهم مساهمة كبيرة في الثقافة الأمريكية على مدى القرنين الماضيين، مشيرا إلى أنه على الرغم من تراجع أعدادهم في السنوات الأخيرة، لكنهم ما زالوا من بين الدول ذات أعلى نسبة من المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
وجاءت إسرائيل في المرتبة الثانية، حيث يقدر عدد المهاجرين الإسرائيليين المتواجدين في الولايات المتحدة الأمريكية، بـ133.935 مهاجر، فيما بلغ عدد الحاصلين على إقامة دائمة خلال الفترة الممتدة من سنة 2013 إلى سنة 2023، ما مجموعه 111.261.
ورجح الموقع الأمريكي أن يرتفع عدد المواطنين الإسرائيليين أكثر في الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة وأن بلاد العم سام أكبر داعم للتجاوزات التي تقترفها إسرائيل.
وتأتي لبنان في المرتبة الثالثة بإجمالي عدد مهاجرين يبلغ 144،024 مهاجرا على التراب الأمريكي، وقدرت البيانات نفسها، إجمالي عدد المقيمين الدائمين القانونيين خلال الفترة الممتدة من 2013 إلى 2023 بـ 112،110 مقيما.
وأبرز الموقع أن الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة قد لا تكون ضخمة، لكن لها تأثير خاص، خاصة في مجال الطبخ والمأكولات، مؤكدا على أن الهجرة اللبنانية إلى الولايات المتحدة عرفت انخفاضًا منذ 1990، حيث بلغ عددهم حوالي 5,000 سنويًا.
وجاءت البرتغال بعد لبنان، بتسجيلها إجمالي عدد مهاجرين يبلغ 163،523 مهاجرا، ويتميز تاريخ الجالية البرتغالية بتأثير قوي في الولايات المتحدة، حيث أن الغالبية العظمى من المهاجرين البرتغاليين ينحدرون من جزر الأزور.
وذكر التصنيف أن المرتبة الخامسة كانت من نصيب فرنسا، بإجمالي عدد مهاجرين يبلغ 190،183 فرنسيا، وتشمل أمريكا نسبة كبيرة من الفرنسيين خاصة في ولاية مين، بينما تحتل كاليفورنيا المرتبة الأولى كأكثر ولاية تحتوي على عدد كبير منهم.
وأرجع التصنيف سبب تراجع فرنسا في القائمة، إلى انخفاض الهجرة التاريخية بالمقارنة مع دول أوروبا الأخرى خلال القرن التاسع عشر.
وتابع التصنيف أن عدد المهاجرين الإيطاليين في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 303،297 مهاجرا، وهاجر خلال الفترة مابين سنتي 1880 و1924، ما مجموعه 4 ملايين إيطالي إلى الولايات المتحدة، ما جعلها من بين الدول ذات النسبة الأعلى في الهجرة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف المصدر ذاته، أن عدد المهاجرين اليابانيين في الولايات المتحدة يبلع 345،668 مهاجرا، مشيرا إلى أن حوالي 68 بالمئة من الأمريكيين من أصل ياباني ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل إيجابي، فيما ترى نسبة 6 بالمئة منهم العكس، وهي أدنى نسبة بين جميع الأمريكيين الآسيويين.
وتعد التايوان بحسب التصنيف، من الدول التي يهاجر مواطنوها بشكل كبير إلى الولايات المتحدة، بإجمالي يبلغ 374،103 مهاجرا تايوانيا في أمريكا، ويفسر ذلك بتمتعها بدعم كبير من الولايات المتحدة على الرغم من التحديات التي تواجهها الجالية القادمة من الصين، ونظرًا لطبيعة العلاقات بين البلدين، فليس من الغريب أن تكون التايوان في تصنيف الدول الأكثر هجرة إلى الولايات المتحدة.
ويتضمن التصنيف كذلك إيران، بإجمالي عدد مهاجرين يبلغ في الولايات المتحدة 397،735 مهاجرا، لكن هذه الدولة تعاني من عقوبات قاسية مفروضة منذ عدة سنوات، ولكن حتى في ظل هذا، قبلت الولايات المتحدة العديد من الإيرانيين على مر العقود، حيث يقترب العدد الإجمالي الآن من 400,000.
أما بولندا، فيقدر إجمالي مواطنيها على التراب الأمريكي ما مجموعه 412,797 مهاجرا، فيما يبلغ عدد الروسيين الأمريكيين حوالي 425,429 مواطنا، وذلك في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين منذ نهاية الحرب الباردة، وزادت شدة التوتر بينهما عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في سنة 2022.
ويؤكد التصنيف على أن الولايات المتحدة قد تعرضت مؤخرًا إلى انتقادات لإقدامها على ترحيل الروس الذين كانوا يحاولون الفرار من الحرب، ويقدر عددهم بحوالي 22,000 روسي.
وفيما يتعلق بألمانيا فقد جاءت في التصنيف مباشرة بعد روسيا، بإجمالي عدد مهاجرين يبلغ 540،203 مهاجرا، وفي الفترة الممتدة من سنة 1840 وإلى غاية 1880، انتقل عدد مهم من المواطنين الألمان إلى أمريكا، كما جمعت بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية، علاقات قوية ومتينة.
وتضاف إلى هذا التصنيف مجموعة من الدول، ويتعلق الأمر بكل من البرازيل، والمملكة المتحدة، وكندا، وجامايكا، وكولومبيا، وكوريا الجنوبية بالإضافة إلى كوبا وكذا الفييتنام، ليكون بذلك العدد 25 دولة.
وتجدر الإشارة إلى أن معهد سياسات الهجرة، كان قد أشار في سنة 2010، أن المهاجرين غير الشرعيين يقدمون حوالي 12 مليار دولار، وأكثر إلى اقتصاد الولايات المتحدة مما استخلصوه، وذلك وفق بيانات إدارة الخدمات الاجتماعية.