قالت أخصائية التغذية، سميرة المدغري، أن الإصابة بمرض فقر الدم، تحدث لمجموعة من الأسباب، من قبيل: نقص الحديد والمعادن، النظام الغذائي غير المتوازن، وسوء الامتصاص، مؤكدة أن فقر الدم يصيب الأطفال والنساء بشكل كبير مقارنة بغيرهم.
وأوضحت سميرة المدغري، وهي أخصائية في التغذية الدقيقة و العلاج الطبيعي و البرمجة اللغوية العصبية “NLP” و التنويم الإيحائي، في تصريح قدمته لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن فقر الدم يحدث حين لا يتوفر الجسم على ما يكفيه من الحديد من أجل إنتاج الهيموغلوبين، وهو عبارة عن بروتين يتواجد في الخلايا الحمراء، مبرزة أنه يساعد على نقل الأوكسيجين، الذي يعد مروره ضروريا للأعضاء والأنسجة.
وفصلت أخصائية التغذية في أعراض الإصابة بنقص الحديد، موضحة أنها تشمل التعب الذي تعاني منه نسبة كبيرة من الأطفال، والنساء الحوامل، والنساء المرضعات، والفتيات بسبب العادة الشهرية، وكذا الأشخاص الكبار وغيرهم، مضيفة أن فقدان الوزن يمكن أن يكون علامة أيضا على الإصابة بفقر الدم، مستدركة أن هذا لا يستثنى من يعانون من السمنة، إلى جانب شحوب الجلد والعينين، ثم برودة في الأطراف، وسهولة تكسر الأظافر وتساقط الشعر.
وأكدت المتحدثة ذاتها أن أسباب الإصابة بفقر الدم لا تقتصر على نقص الحديد فقط، بل يمكن أن تكون بسبب نقص المعادن النظرة أو تميم الأنزيم “Coenzyme”، الذي يوصل الحديد إلى مكانه الطبيعي، مستطردة أن الجسم حين لا ينتج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأوكسيجين، تحدث الأعراض سالفة الذكر.
وأشارت سميرة المدغري إلى تعدد أسباب الإصابة بفقر الدم، قائلة إنها تشمل “فقدان الدم بسبب الولادة أو العادة الشهرية أو حدوث نزيف داخلي، إضافة إلى نقص الحديد في النظام الغذائي، بمعنى عدم تناول اللحوم أو القطنيات أو عناصر غذائية أخرى غير معززة بحمض الفوليك أو الفيتامين سي، أو مجموعة فيتامينات بي، وهي مجموعة من العناصر التي من المهم أن تدخل مع تناول الحديد”.
وذكرت أن أسبابه يمكن أن تتضمن أيضا سوء امتصاص الحديد، مفسرة ذلك بأنه “في بعض الأحيان يمكن أن يؤثر هيجان الأمعاء الدقيقة على بطانة الأمعاء، ما يؤثر بدوره على وظيفتها المتعلقة بامتصاص الحديد والمغذيات الأخرى”، مردفة أن خطورة الإصابة بالأنيميا تكون مرتفعة جدا عند النساء، لأنهن من يفقدن الدم خلال الحيض، كذلك النساء الحوامل والرضع والأطفال لأن أكلهم يكون غير متوازن، وكذا الأشخاص النباتيين ومن يتبرعون بالدم بشكل متواصل، ومن يخضعون للحجامة بشكل متكرر.
وشددت على أن الحديد يدخل في العديد من المكونات البيولوجية في الجسم، ونقصه يعرض القلب لمجموعة من المشاكل، من قبيل: تسارع وعدم انتظام دقات القلب، نقص التركيز، الشعور بالغثيان، ومشكل النمو بالنسبة للأطفال، لأن الحديد يدخل في عملية انقسام الخلايا المسؤولة عن النمو.
وعن مصادر الحديد، قالت أخصائية التغدية أنه يوجد في اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك والمأكولات البحرية بصفة عامة، ثم القطنيات، والخضروات الخضراء، مثل السبانخ، وكذا العنب المجفف، مشددة على ضرورة إرفاق هذه المأكولات بفيتامين سي.
وخلصت بالقول أن هناك نوعين من الحديد، الأول يسمى الحديد الهيم وهو الموجود في الأغذية الحيوانية، الذي يكون امتصاص الجسم له أعلى بـ4 أو 5 مرات، أي أن الجسم يمتصه بين 10 إلى 30 في المائة، أما النوع الثاني فهو الحديد غير الهيم، المتواجد في الخضروات، الذي لا يستخدمه إلا بنسبة تتراوح بين 1 و 5 ٪.