برز اسم المغرب في وثيقة رسمية إسرائيلية مسربة، قلبت كل التوقعات وعرت عن خطط إسرائيل المستقبلية، خاصة تلك المتعلقة بترحيل المواطنين الفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم، ما سيحدث بين فلسطين وإسرائيل، ويتوقع سيناريوهات إنهاء الصراع المحتدم بين الدولتين، خرجت هذه الوثيقة الرسمية إلى الواجهة، توضح خطط لترحيل الفلسطينيين وكشفت عن السيناريو الأساسي الذي تتبناه حكومة نتنياهو والمتعلقة بتهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء.
وجاء في تقرير نشره موقع “مونت كارلو الدولية” نقلا عن موقع “ميكوميت” العبري الذي نشر الوثيقة، في 13 أكتوبر 2023، وهي مسربة لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، التي ترأسها الوزيرة جيلا غامليل عن حزب الليكود الذي يقود الحكومة تحت قيادة بنيامين نتنياهو، وهي عبارة عن وثيقة توجيهية إلى الجهاز العسكري وقادة الأجهزة الأمنية لإعادة توطين سكان قطاع غزة.
سياق ظهور الوثيقة:
وتزامن ظهور هذه الوثيقة مع نفس الفترة التي أطلقت فيها مجموعة من الشخصيات المسؤولة في الحكومة الإسرائيلية، دعوات لتيسير عبور المواطنين الفلسطينيين إلى صحراء سيناء، الأمر الذي خلق جدلا واسعا في كل من مصر والأردن، الذين رفضوا أي محاولة للتوطين الفلسطيني في الضفة من خلال تبني نفس الموقف الذي يعتبر التوطين بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية.
السيناريوهات المحتملة:
وتطرح هذه الوثيقة سيناريوهات متعددة لإعادة توطين سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، أهمها ثلاث سيناريوهات أساسية بعد هزيمة حركة حماس، حيث يشير السيناريو الأول إلى عدم تهجير الفلسطينيين وإبقائهم في القطاع مع تسليم مسؤوليته إلى السلطات الفلسطينية، وتستبعد الاستخبارات الفلسطينية هذا الخيار بسبب تخوفها من إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
بينما يتمثل الخيار الثاني في الإبقاء كذلك على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، مع تفويض مهمة تدبير القطاع لقوة عربية محلية أخرى، وهو خيار تستبعده إسرائيل وترفضه، لأنه بحسبها يمكن أن يساهم في وصول قوى أعنف بكثير من حماس.
وفيما يخص السيناريو الثالث، وهو الذي تتبناه إسرائيل بشكل كبير، فيقترح تحويل صحراء سيناء إلى موطن للفلسطينيين، من خلال نقلهم بالقوة إلى هناك وذلك عبر ثلاث مراحل أساسية، بناء مدن من الخيام في سيناء وفتح ممر إنساني من غزة إلى شبه الجزيرة، بالإضافة إلى بناء مدن في شمال سيناء، دون السماح لسكانها بالعودة إلى غزة.
سيناريو المغرب:
وبالنسبة لسيناريو ترحيل السكان إلى المغرب، فإسرائيل لا تعتبره خيارا أول بل تصنفه ضمن لائحة أخرى من الخيارات، وتضعه إلى جانب دول مغاربية أخرى، من قبيل: تونس، ليبيا، وذكرت الوثيقة أن هذه البلدان تعد خيارا مناسبا للمساعدة على الاستيطان والاستيعاب، وكذا تقديم المساعدة في الجانب المتعلق بالتنظيم خارج القطاع.
وأبرزت الوثيقة أن هناك مجموعة من العوامل التي تدفع هذه الدول للموافقة على خطط إسرائيل، وبتعلق الأمر بالدعم المالي من الدول العربية، و التضامن الإسلامي، ثم الضغط من قبل الدول الأوروبية، ناهيك عن تدخل إسرائيل للحفاظ عن علاقات هذه الدول وسمعتها مع الدول العربية الأخرى دون أن تشوبها أي أضرار.
وذهبت هذه الوثيقة، المكونة من عشر صفحات، إلى إطلاق حملة تهدف إلى إقناع سكان القطاع المحاصر بأنهم خسروا أرضهم، عبر شعار يقول: “الفضل لله في خسارتكم لهذه الأرض بسبب حماس، ولم يعد أمامكم من خيار سوى الرحيل إلى مكان آخر بمساعدة أشقائكم المسلمين”.