كشف تقرير إعلامي أن سواحل مدينة الناظور شمال المغرب، تشهد نشاطا غير اعتيادي، حيث أن ناقلات النفط الروسية تستخدم المياه المغربية لنقل شحناتها من ناقلات صغيرة إلى ناقلات أكبر ، وذلك لتجنب العقوبات المفروضة عليها من قبل دول الاتحاد الأوروبي بسبب غزوها لأوكرانيا .
وأوضح تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ أن المنطقة البحرية الواقعة قرب مدينة الناظور، تحولت إلى موقع رئيسي لناقلات النفط الروسية لتنفيذ عمليات نقل النفط من سفن صغيرة إلى ناقلات أكبر قبل شحنها إلى وجهاتها النهائية.
وتعود أسباب لجوء ناقلات النفط الروسية إلى المياه المغربية، إلى الضغوطات المتزايدة المفروضة على روسيا من قبل الدول الأوروبية، وخاصة من قبل اليونان، التي كانت تعتبر واحدة من أكثر المواقع المفضلة لنقل النفط بين السفن، لكن الحكومة اليونانية بدأت مؤخراً في إجراء تدريبات عسكرية بمنطقة خليج لاكونيا، ما أدى إلى تعطيل هذه العملية وبالتالي منع السفن الروسية من استخدام هذا الموقع، ما أجبرها على البحث عن بدائل أخرى.
وتشمل العقوبات المفروضة على روسيا مجموعة واسعة من القيود الاقتصادية، من بينها حظر صادرات النفط، وحظر استخدام السفن الأوروبية والموانئ الغربية، من أجل دفعها إلى أيقاف تمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وذكرت الوكالة أن تتبع الإشارات البحرية (AIS) الخاصة بالناقلات الروسية، أظهر وجود خمسة ناقلات نفط تابعة لها في سواحل الناظور، ما يؤكد صحة التقارير التي أفادت باستخدام هذه المنطقة كبديل لليونان، ويتعلق الأمر بسفينة “رولين” المحملة بـ 308,000 طن والمسجلة في فيتنام، والسفينة “ميسوني” المحملة بـ 100,000 طن والمسجلة في بنما، مبرزة أن هذه الناقلات تستخدم طرق لإخفاء هويتها من خلال تغيير اسمها وإدارة تسجيلها، لافتة إلى أن بعض السفن الروسية كانت تستخدم في السابق موقعاً قرب مدينة سبتة المحتلة، لكن الضغوط الإسبانية أجبرتها على الابتعاد عنه.
وواصلت وكالة بلومبيرغ أنه منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا وفرض العقوبات الدولية، اضطر الأسطول الروسي لنقل النفط إلى اللجوء إلى مواقع مختلفة من أجل الحفاظ على تدفق صادراته، حيث سجلت تقارير أخرى زيادة بنسبة 17% في حجم أسطول الناقلات الرمادية، وهي الناقلات التي تعمل بأذن من دول العالم الثالث لتجنب العقوبات، حيث بلغ عددها ما مجموعه 787 سفينة.
وبدورها أفادت تقارير إعلامية أخرى أن ناقلات النفط الروسية تعتمد بشكل متزايد على السفن الصغيرة من طراز “أفراماكس” التي تتراوح حمولتها بين 80,000 و120,000 طن، في نقل النفط الخام من الموانئ الروسية إلى المشترين.