عاشت العاصمة الفرنسية باريس، مساء يوم أمس الأحد، على وقع ’’فوضى وازدحام’’ بسبب الاحتفالات برأس السنة الجديدة، مما خلف أزمة كبيرة في قطاع النقل والخدمات، ووضع الرأي العام الفرنسي أمام الإشكاليات التي سيواجهها البلد الأوروبي خلال تنظيمه للأولمبياد، صيف السنة الجارية.
ووفق ما عاينه منبر ’’سفيركم’’، فإن الحشود الكبيرة من المواطنين التي تدفقت على شوارع العاصمة الفرنسية باريس، والتي جاءت للاحتفال، وجدت نفسها أمام حواجز أمنية كثيرة، وعرقلة في ولوج الشارع الباريسي الأشهر “الشانزيليزيه”، حيث علت أصوات الصراخ وساد التدافع دون أن يستحضر هاجس السلامة العامة، خاصة في صفوف الأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن.
كما شهدت العاصمة الفرنسية، فوضى عارمة شملت مختلف الخدمات، أبرزها تلك المرتبطة بالاتصالات والمواصلات، صبيب الأنترنيت لم يسع جحافل المحتفلين، تسعيرة النقل ارتفعت بشكل مهول عبر التطبيقات الخاصة بذلك، بعدما قفز ثمن رحلة 20 يورو إلى 110 يورو مجسدا جشع بعض السائقين في غياب المراقبة، وازدحام محطات مبترو الأنفاق الذي لم يسلم المتوجهون إليه من التدافع والمشادات بعضها انتهى في أقسام الشرطة.
لم ينتهي كابوس الاحتفال، آلاف الوافدين حولوا مداخل ومخارج مرائب السيارات إلى مراحيض مفتوحة قذرة، بعدما تعذر عليهم قضاء حوائجهم الطبيعية في غياب المراحيض العمومية، وإقفال جل المقاهي والمطاعم أبوابها في وجوههم.
وتساءل المواطنون الفرنسيون ومعهم السياح الحاضرون، عن مدى جاهزية باريس من أجل استضافة الحفل الرياضي الأكبر في العالم ’’الأولمبياد’’، بعد الفوضى التي ضيعت على البعض الاستمتاع بالأعمال الفنية الإبداعية وعروض الشهب النارية في احتفالية رأس السنة الميلادية 2024، بوجود آلاف الأشخاص فقط، فيما ينتظر أن تستقبل العاصمة باريس أضعاف هذا العدد، خلال شهر يوليوز المقبل فكيف سيتنقل ويتواصل ويقضي حوائجه جمهور الأولمبياد إن واجه نفس مشكل ليلة رأس السنة..؟
وحسب الصحافة الفرنسية، فقد تم نشر نحو 90 ألف شرطي في مختلف أنحاء البلاد، تحسبا لأي طارئ، نقلا عن وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، الذي أكد على أن ذلك “يأتي أيضا لما قد يكون للحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل من تداعيات”، مضيفا أن العاصمة باريس وحدها “ستشهد نشر ستة آلاف عنصر أمن”.
وقال دارمانان للصحافيين: “دعوت إلى مشاركة كبيرة للغاية من الشرطة وقوات الأمن نظرا لوضع التهديد الإرهابي المرتفع جدا بسبب ما يحدث في إسرائيل وفلسطين بالطبع”.
وكان مسؤولون أمنيون أوروبيون، قد حذروا من تزايد خطر وقوع هجمات يشنها إسلاميون أصبحوا متطرفين بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأشار المصدر ذاته، إلى أن باريس احتضنت احتفالات أكبر من العام الماضي، تمهيدا لإطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية والألعاب البارالمبية، حيث حظر بيع واستهلاك الكحول في بعض المناطق، بحسب دارمانان.
كما أوضح الوزير أنه تم استخدام مسيرات للمراقبة، وأن أجهزة الاستخبارات الفرنسية ستكون في “حالة تأهب”.
تعليقات( 0 )