شهدت العلاقات المغربية الإسبانية، منعطفا جديدا تكلل بزيارة تاريخية لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط، التقلى فيها بالملك محمد السادس، وأجرى مباحثات رفيعة المستوى، مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، حول عدد من القضايا الرئيسية، أبرزها قضية الصحراء المغربية، ومستقبل الشراكات الاستراتيجية بين البلدين.
وجاءت الزيارة الأولى لبيدرو ساتشيز، إلى المغرب في ولايته الثانية، في ’’إطار استمرارية الدينامية التي أطلقتها المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين الملك ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، والذي توج باعتماد البيان المشترك بين البلدين.’’ وفق بلاغ الديوان الملكي.
ووفق المصدر ذاته، فإن هذه الدينامية تتواصل بشكل يبعث على الارتياح. وتتميز بتعزيز التعاون والتنسيق والشراكة في كافة المجالات على أساس مبادئ الثقة والاحترام المتبادل، والطموح، وحسن الجوار والوفاء بالالتزامات.
تأكيد مستمر لمغربية الصحراء
وعبر رئيس حكومة البلد الأوروبي، عن تجديد موقف بلاده الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 لتسوية الخلاف المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكد سانشيز، في ندوة صحفية في ختام زيارة العمل التي قام بها للمملكة، مجددا، موقف الحكومة الإسبانية المعبر عنه في البيان المشترك المعتمد في 7 أبريل 2022، والإعلان المشترك الصادر في ختام الدورة الـ 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا المنعقد في 2 فبراير 2023.
وشدد رئيس الحكومة الإسبانية على أن موقف بلاده حول قضية الصحراء قد تم التعبير عنه بوضوح في هذين الإعلانين، اللذين يعتبران مخطط الحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف.
الصديقي: زيارة سانشيز للرباط سياسية واقتصادية
واعتبر سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، زيارة سانشيز إلى الرباط، خطوة ذات أبعاد سياسية واقتصادية’’ وأضاف أنه على ’’المستوى السياسي تأتي هذه الزيارة بعد تجديد الثقة في رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، وهو الذي قاد المبادرة التاريخية تجاه المغرب، في إطار بناء شراكة استراتيجية، بعدما اعترف رسميا بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الأسلم والأجدر لحل قضية الصحراء’’.
وأوضح الصديقي، في تصريحه لموقع ’’سفيركم’’ أن هذه الزيارة تأتي بعد سنة تقريبا من زيارته الأولى، لتعطي زخما جديدا لهذه الاستراتيجية مع المغرب’’ مؤكدا أنه ’’على المستوى السياسيي قد لا يكون معلنا على المستوى الإعلامي بشكل كبير جدا، إلا أنه جانب مهم بالنسبة لإسبانيا والمغرب، لأنهما يتطلعان إلى تعزيز العلاقات على على هذا المستوى والدفع بهذه الشراكة نحو الأمام’’.
وأضاف أنه على المستوى الاقتصادي فدائما يكون حاضرا في مثل هذالزيارات من خلال توقيع اتفاقيات، خاصة وأن رئيس الحكومة يكون مصحوبا بمستثمرين ورجال الأعمال، كما أن المغرب واسبانيا شريكين اقتصاديين مهمين. مؤكدا أن ’’ إسبانيا تبحث توسيع استثماراتها، ومستوى التبادل التجاري مع المغرب، وهو نفس الأمر بالنسبة للمغرب الذي يسعى إلى جذب المزيد من الاستثمارات الإسبانية وتعزيز الصادرات المغربية من منتوجات فلاحية وغير ذلك إلى أوروبا عموما الذي تعد اسبانيا بوابة له’’.
تعليقات( 0 )