يواصل الحزب اليميني المتطرف في إسبانيا “فوكس”، سياسة اتهاماته الموجهة نحو الدولة المغربية بـ”استخدام الهجرة غير النظامية كوسيلة ضغط على الحكومة الإسبانية لجني مكاسب سياسية واقتصادية على حساب الشعب الإسباني”.
واعتبر الحزب اليميني أن “إرسال المغرب أسطولًا يتكون من عشرين سفينة وبدء تنفيذ تدريبات بمشاركة أكثر من 10,000 جندي يشكل تهديدًا حقيقيًا لسيادة إسبانيا على جزر الكناري”.
وقال المتحدث باسم الحزب في مدينة سبتة المحتلة، خوان سيرجيو ريدوندو، إن “مناورات المغرب تصعيد للعداء تجاه الأراضي الإسبانية في شمال إفريقيا”، وفق تعبيره منتقدا ما سماه “الصمت الحكومي (حكومة إسبانيا) تجاهه”.
ويرى السياسي الإسباني، أن هذه المناورات العسكرية المغربية “تنضاف إلى الضغط المستمر الذي تعاني منه المياه الكنارية ومدن سبتة ومليلية منذ بداية عام 2024 بسبب الهجرة السرية”.
وأضاف ريدوندو أن “هذا الوجود العسكري لا يمنع وصول القوارب الصغيرة (قوارب الهجرة غير النظامية) التي تحمل مواطنين مغاربة، على حد تعبيره، معتبرا أن “المغرب يستخدم الهجرة للضغط مرة أخرى على إسبانيا”.
وتابع ريدوندو اتهاماته معتبرا أن المناورات “تحدي جديد يضاف إلى سلسلة من الأعمال العدائية من جانب المغرب مثل الضغط المهاجر الذي تعاني منه سبتة، مع دخول المهاجرين البالغين والقصر بشكل مستمر دون أي نوع من الرقابة والذي يتم تحفيزه في معظم الحالات من قبل السلطات المغربية”.
وأردف ذات المتحدث قائلا إن “حزب فوكس يستنكر هذا العداء ويستغرب موقف الحكومة الإسبانية التي تتحدث عن جار جيد وشريك موثوق به.. لكنه لا يحترم إسبانيا، ويتحدانا باستمرار ويقوم حتى بأعمال عدائية عسكرية في المياه الإقليمية لأرخبيل الكناري”.
من جانبه، طالب الحزب الشعبي الإسباني المعارض، بتوضيحات من حكومة مدريد، حول هذه التدريبات العسكرية من المغرب بالقرب من جزر الكناري.
ودعا الأمين العام للحزب في إقليم الكناري، جايكوب قادري، الحكومة الإسبانية بتقديم كل المعلومات المتاحة بشكل عاجل واستنكر ما وصفه بـ”الإغلاق” الذي تمارسه حكومة سانشيز “بشكل معتاد” فيما يتعلق بجميع القضايا التي تؤثر على جزر الكناري.
وقال قادري إن حزبه “منشغل بشكل جدي بموقف الحكومة الإسبانية التي تظل صامتة تمامًا، بلا اهتمام، حيال قضايا هامة مثل السيطرة على الحدود، وتحديد المياه الإقليمية، والنزاع في الصحراء والآن هذه التدريبات العسكرية التي ستجريها الدولة المجاورة على أبواب الأرخبيل”، على حد تعبيره.
ووفقًا للمتحدث باسم الحزب الشعبي في جزر الكناري فإن على رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز توضيح التفاصيل التي تعرفها الحكومة بشأن هذه الأنشطة العسكرية، وإذا كان لديه علم بتنفيذها، ومدى التواصل الذي حدث بين الحكومتين، (المغربية والإسبانية) والأسباب التي تبرر الصمت الذي احتفظ به الحكومة المركزية أمام التدريبات التي سيبدأها المغرب ابتداءً من 29 مارس المقبل”.
وأشار قادري إلى أن الحكومة الإسبانية لم تصدر أي بيان حتى الآن بشأن هذا الأمر بعد أن انتشرت الأخبار من خلال مذكرة أرسلتها البحرية الملكية المغربية إلى أصحاب السفن والصيادين الإسبان تعلن استثناء المنطقة من أعمال الصيد لتنفيذ التدريبات العسكرية.
ويأتي حديث السياسيين الإسبان، بعد نشر صحيفة El Confidencial الإسبانية يوم الأحد الماضي، خبرا حول بدء البحرية الملكية المغربية تدريبات بحرية في سواحل جنوبي البلاد بالأقاليم الجنوبية، التي تبعد 125 كيلومترًا عن سواحل جزر الكناري.
وستستمر المناورات المغربية، وفق المصدر الإسباني، والتي يعلن عنها بعد المغرب رسميا، من 29 مارس حتى 28 يونيو يوميًا من الساعة 7:00 صباحًا حتى الساعة 8:00 مساءً، وفقًا للوثائق التي نشرتها الوفود البحرية لوزارة الزراعة في مدن مثل العيون أو الداخلة.
واعتبرت تقارير صحفية وشخصيات سياسية معارضة إسبانية، أن تفسير إعلان التدريب البحري يمكن فهمه على أنه رد سياسي لتأكيد سيادة المغرب على المياه الإقليمية للصحراء المغربية، بعدما أوصت محكمة العدل الأوروبية بإلغاء اتفاقية الصيد بين الرباط والاتحاد الأوروبي لأنها تتضمن تلك المياه.
تعليقات( 0 )