عبّرت أوساط إسبانية وتقارير إعلامية نشرتها صحف محلية بثغري سبتة ومليلية السليبتين، عن قلقها لمرور أكثر من سنتين على إغلاق الجمارك التجارية بين المدينتين وباقي الأراضي المغربية رغم تحسن العلاقات الثنائية.
وقالت التقارير الإسبانية إن المملكة المغربية لم تعط موافقتها بعد على فتح المعابر بسبتة ومليلية، وتدعي بأن المغرب “يتحجج” بأسباب تقنية رغم “جاهزية الجانب الإسباني”.
وترى وسائل الإعلام الإسبانية، أن إعادة فتح المعابر الجمركية في مليلية، والتي تم إغلاقها من قبل المغرب في صيف عام 2018، وفتح جمارك جديدة في سبتة بعد إنشائها مؤخرا، النقطة الأكثر بروزًا في خارطة الطريق التي وضعتها الحكومتان قبل ما يقرب من عامين لتجاوز الأزمة الدبلوماسية.
وعاد تقرير لصحيفة “البويبلو دي سوتا” إلى البيان المشترك المؤرخ 7 إبريل 2022 بعد لقاء الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، حين تم التأكيد في النقطة الثالثة أن “إعادة تسيير التدفق الكامل للأشخاص والبضائع سيتم استعادته بطريقة منظمة، بما في ذلك الضوابط الجمركية والتفتيش البشري والبحري على مستوى البر والبحر”.
وأكدت الحكومة الإسبانية حينها على أهمية هذه الخطوة، لأنها تمثل على حسب قولها “اعترافًا من المغرب بانتماء المدينتين لإسبانيا”، وهو الأمر الذي ترفضه الدولة المغربية حيث تطالب بمعابر عادية لا تخضع للنظام الجمركي كون ذلك اعتراف بـ”إسبانية ثغري سبتة ومليلية”.
ولتقريب وجهات النظر المختلفة بين الطرفين حول ماهية المعابر، عقد خلال شتنبر 2022 وزيري خارجية البلدين ناصر بوريطة وخوسيه مانويل ألباريس، ليعلنا أن فتح المعابر سيبدأ مع بداية العام 2023.
وأجرى الطرفان المغربي والإسباني في 27 يناير 2023 اختبارًا تجريبيًا أوليًا لنقل البضائع من سبتة ومليلية وإليهما مع باقي الأراضي المغربية.
وتم تنفيذ الاختبار قبل أسبوع فقط من الاجتماع المستوى العالي (RAN) في 1 و 2 فبراير 2023، الذي خرج منه جدول زمني لفتح المعبرين بشكل كامل.
وتبع بعد ذلك اختباران أخريان، الأول كان في 24 فبراير، والثاني في 26 ماي 2023، بيد أنه وبعد ذلك، تأجل استمرار العملية إلى ما بعد الانتخابات في إسبانيا.
وفي دجنبر الماضي، سافر ألباريس إلى الرباط للاجتماع مع بوريطة، حينها قال وزير الخارجية الإسبانية “أن كل شيء جاهز من الجانب الإسباني لفتح الجمارك”.
وفي الوقت نفسه كشف بوريطة أن المغرب لديه بعض القضايا التقنية لحلها، ومع ذلك، أكد بوريطة أنه من جانب المغرب سيتم تنفيذ جميع الالتزامات التي تم تضمينها في البيان المشترك المؤرخ 7 أبريل 2022.
وأوضح بوريطة في ذلك المؤتمر أن تأخر فتح معابر سبتة ومليلية يُعزى إلى مشاكل تقنية وليس سياسية، مضيفا أن فريق العمل المكلف بتسهيل عبور البضائع والأفراد قد اجتمع عدة مرات، وتم تجربة ثلاث مرات لعبور الحدود، حيث تم استخلاص الدروس وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
كما قال بوريطة إن النموذج الجديد الذي سيتم اعتماده يجب أن يكون مختلفا تماما عن النموذج السابق، الذي لا يُرغب في تكراره من قبل الطرفين، حيث يشجع على ظاهرة التهريب والممارسات غير المقبولة.
التصريحات الرسمية المغربية ذاتها حول المسألة تلقاها سانشيز خلال لقائه والملك محمد السادس في 21 فبراير الماضي في الرباط، بعد شهرين من زيارة ألباريس إلى العاصمة المغربية.
وفي نهاية اللقاء، أشار سانشيز، الذي التقى أيضًا رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش خلال زيارته، أن بلاده جاهزة لفتح المعابر بمجرد انتهاء الجانب المغربي وأعرب عن ثقته في أنه قريبًا سيكون هناك تقدم كبير في هذه المسألة.
تعليقات( 0 )