يعد شهر أبريل من هذا العام شهرا ذو أهمية كبيرة بالنسبة لتطلعات المغرب بشأن قضية أقاليمه الجنوبية، بعد تحديد مجلس الأمن بالأمم المتحدة لـيوم الثلاثاء 16 من الشهر الجاري موعدا لجلسة مغلقة تجمع أطراف القضية.
ويرتقب حسب الأمم المتحدة أن يستمع أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي تسلمت مالطا رئاسته الدورية لشهر أبريل، في الجلسة، إلى الإحاطة التي سيقدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء ستافان دي ميستورا.
ويعقد ميستورا منذ عدة سنوات اجتماعات مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهات الدولية الفاعلة ذات الصلة مثل إسبانيا التي تصنفها الأمم المتحدة “القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء”.
وكشفت تقارير صحفية إسبانية، أن المغرب سيشهر خلال الجلسة ورقة لصالحه تتمثل في الرسالة التي أرسلها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في مارس 2022 للملك محمد السادس.
ووفق تقرير لصحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية، فإن الرباط تخطط لطرح رسالة سانشيز والتي دعم فيها مخطط الحكم الذاتي المغربي، على الطاولة دليلا نهائيا على مغربية الصحراء، باعتباره رئيس حكومة القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء.
وسيكون نص تلك الرسالة أو نسخة منها، وفق الصحيفة الإسبانية، مطروحة على الطاولة في الاجتماع المغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت “أوكي دياريو” إن المبعوث الخاص دي ميستورا، حصل على تأكيد رسمي إسباني بأن الموقف المؤيد لمغربية الصحراء لم يتغير.
وفي نهاية 2023، وفي رحلة رسمية تحضيرا لهذا الاجتماع، سافر الممثل السامي للأمم المتحدة إلى المغرب والسنغال وموريتانيا وإسبانيا للقاء وزراء خارجيتها وتأكيد موقفها من قضية الصحراء.
وفي مدريد، أكدت حكومة سانشيز أن موقفها لم يتغير، مشيرة إلى أن ما تعكسه رسالة سانشيز لعام 2022 هو الالتزام الرسمي من جانب السلطة التنفيذية الإسبانية.
ويقول نص رسالة سانشيز للملك محمد السادس، التي سيقدمها المغرب لمجلس الأمن الدولي، بين يدي المبعوث الخاص للصحراء، إن “بلدينا مرتبطان ارتباطا وثيقا بالمشاعر المشتركة والتاريخ والجغرافيا والمصالح والصداقة.”
وأضاف “أنا على قناعة بأن مصير شعبينا متشابه أيضا، وازدهار المغرب مرتبط برخاء إسبانيا والعكس صحيح”.
وتابعت سانشيز في الرسالة قائلا، “هدفنا يجب أن يكون بناء علاقة جديدة ، مبنية على الشفافية والتواصل الدائم والاحترام المتبادل واحترام الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل الإجراءات الأحادية، لنرقى إلى مستوى أهمية كل ما نتشاركه وتجنبا للأزمات المستقبلية بين بلدينا”.
وعبّر سانشيز في ذات الرسالة عن الموقف السياسي الذي كان المغرب يسعى إليه منذ عقود من إسبانيا قائلا “إنني أدرك أهمية قضية الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب والجهود الجادة والموثوقة التي يبذلها المغرب، في إطار الأمم المتحدة، من أجل حلها عبر إيجاد حل مقبول للطرفين. وبهذا المعنى، تعتبر إسبانيا أن الاقتراح المغربي للحكم الذاتي الذي قدمه سنة 2007 هو الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل هذا النزاع”.
وأردف “في هذا السياق الجديد، لدي ضماناتي بأن إسبانيا ستتصرف بالشفافية المطلقة التي تتوافق مع صديق وحليف عظيم. وأؤكد لكم أن إسبانيا ستفي دائما بالتزاماتها وكلماتها.
وختم الرسالة بالقول “إنني أتطلع إلى فرصة عقد اجتماع مع جلالتكم في أقرب وقت ممكن لتجديد وتعميق العلاقة المميزة بين البلدين الشقيقين”.
تعليقات( 0 )