كشف تقرير حديث نشرته صحيفة “The spectator” أن الوقت ينفذ من جو بايدن في الشرق الأوسط لإرساء السلام، خاصة في ظل الحرب الحالية وما تفرضه من أزمة في المنطقة، واقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يحاول فيها أن يحفظ ماء وجهه بعد الانتقادات الموجهة له من قبل حزبه بخصوص دعم إسرائيل واستمرارها في الحرب.
وجاء في هذا التقرير المعنون بـ”الوقت ينفد من بايدن في الشرق الأوسط” أن “فكرة تقارب العلاقات السعودية الإسرائيلية كانت قبل فترة ليست بالطويلة أمرا بعيد المدى، ومع ذلك، قبل وقت قصير من الطوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، كان ذلك ممكنا، فقد اعترفت كل من الإمارات والبحرين بسيادة إسرائيل، وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى إلى اتخاذ نفس الخطوة، والآن يهدف جو بايدن، إلى إعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى”.
وتابعت الصحيفة أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، سيجري في هذا الأسبوع زيارة إلى السعودية من أجل الاجتماع مع محمد بن سلمان في خطوة منه لمحاولة إنقاذ خطة بايدن الكبرى لإرساء السلام في الشرق الأوسط، مستبعدة نجاحه فيها، وأن فشله في ذلك سيحدد كيفية سير مراحل الحرب التالية بين إسرائيل وإيران ووكلائها الإقليميين.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي يريد أن يظهر لحزبه الديمقراطي الذي بدأ يفقد ثقته فيه، أنه يبذل ما في وسعه لإنهاء الحرب، حيث تقوم خطة بايدن على موافقة إسرائيل على جدول زمني لوقف إطلاق النار في غزة، وسماحها للسلطة الفلسطينية بتولي سلطة قطاع غزة. وكذا دفع المملكة السعودية إلى “تطبيع” علاقتها غير الرسمية مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقية يقام بموجبها تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة، مما يمنحها إمكانية الوصول غير المسبوق إلى الأسلحة الأمريكية مع برنامج نووي مدني.
وأكدت أن تحقيق هذه الخطة التي تواجه عقبات كبيرة سيكون بالنسبة لبايدن، إنجاز خارجي كبير لا يمكن إنكاره ليس فقط لرئاسته، بل لمسيرته الخاصة الطويلة؛ إنهاء الحرب في غزة، وحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى خلق شراكة أمريكية ودية في الشرق الأوسط، تقودها كل من إسرائيل والسعودية، من شأنها أن تواجه إيران.
وواصلت أن الهدف الإسرائيلي ما يزال تدمير قدرات حماس العسكرية، وهو الأمر الذي ما يزال بعيد المنال بعد مرور ستة أشهر على طوفان الأقصى، مبرزة أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي قد استبعد دور السلطة الفلسطينية في غزة بمجرد هزيمة حماس.
وذكرت صحيفة “The spectator” أنه وبينما تهتم كل من السعودية والإمارات بالتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ستتحملان تكاليف إعادة بناء غزة، التي حدد لها البنك الدولي ميزانية تبلغ على الأقل 18 مليار دولار، مضيفة أنه من غير الواضح ما إن كانت الدولتين ستخوضان مواجهة مع إيران، التي ستبذل كل ما في وسعها لعرقلة الخطة الأمريكية.
ولفتت إلى أن نتنياهو لم يكتم رغبته في إقامة علاقات مع أغنى الدول وأكثرها تأثيرا، لكنه لا يقبل في الوقت الحالي تحقيق مطلب السعودية في منح السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع المحاصر كحل مناسب للدولتين، ويفسر بحسبها رفضه إلى كون شركائه في التحالف اليميني المتطرف سيسقطون حكومته.
وخلصت إلى الإشارة إلى أن إسرائيل قد أرسلت إشارة إلى إيران مفادها أنها تقاتل في حربين وليس في حرب واحدة، وأنها لن تسمح لها بتوسيع تأثيرها على حدودها، حيث قامت يوم الاثنين، بضربة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، الأمر الذي ترتب عنه مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإسلامي.
تعليقات( 0 )