كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم أمس الأربعاء، أن اليابان تعاني اقتصاديا بسبب “فوبيا الأجانب”، إلى جانب دول أخرى، بما في ذلك الصين وروسيا، مؤكدا أن الهجرة تعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي.
وجاء في خبر نشره موقع “NBC News” الأمريكي، أن جو بايدن قال في الكلمة التي ألقاها خلال حفل جمع تبرعات حملته الانتخابية بواشنطن، والتي تتزامن مع الاحتفال بشهر التراث الأمريكي الآسيوي، إن “اقتصاد الولايات المتحدة ينمو جزئيا لأننا نرحب بالمهاجرين”.
وتابع بايدن، قائلاً: “فكر في الأمر، لماذا تعاني الصين اقتصاديًا بشكل سيء؟ لماذا تواجه اليابان مشاكل؟ لماذا روسيا؟ لأنهم يكرهون الأجانب، ولا يريدون المهاجرين”.
وكان صندوق النقد الدولي قد توقع في الشهر الماضي، أن يعرف اقتصاد اليابان، الذي كان يعتبر ثاني أقوى اقتصاد في العالم، تباطؤاً في النمو خلال هذه السنة، بنسبة 0.9 في المئة، وذلك بعد تسجيل نمو بمعدل سنوي قدره 0.4٪ في الربع الأخير من عام 2023.
وذكر الموقع أن اليابان تعد حليفة طويلة الأمد للولايات المتحدة في آسيا والمحيط الهادئ، وقد قام بايدن في شهر أبريل الماضي، بتعزيز العلاقات الأمنية مع طوكيو لمواجهة الصين في المنطقة، حيث استضاف رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لقمة وعشاء رسمي في واشنطن.
وتواجه اليابان كباقي البلدان الآسيوية، مشاكل سكانية، بما في ذلك ارتفاع نسبة الشيخوخة وانخفاض الساكنة النشيطة، وقد حاولت البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 125 مليون نسمة، جذب المزيد من العمال الأجانب، لكنها تفرض قوانين صارمة للهجرة، ما يجعل من الصعب جدا الحصول على إقامة دائمة فيها.
وكشفت تقارير إعلامية آسيوية، أن مجلس الوزراء الياباني قد وافق في شهر مارس الماضي، على مشروع قانون يزيد سقف استقطاب العمال المهرة الأجانب إلى أزيد من 800 ألف عامل، ويستبدل برنامج التدريب بنظام تدريب العمال الأجانب غير المهرة، مع إمكانية توفير الإقامة للمدى المتوسط والبعيد.
ومن جانبها، أظهرت استطلاعات وطنية أجرتها صحيفة “أساهي شيمبون” اليابانية، في هذه السنة، أن 62٪ من المشاركين أبدوا موافقتهم على استقطاب الدولة للمزيد من العمال الأجانب، بالمقارنة مع نسبة 44٪ المسجلة في سنة 2018.
كما تعاني اليابان من ضعف عملتها “الين”، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ 34 سنة في مقابل الدولار، ما يجعل الدولة أقل جاذبية في المنافسة على العمال الأجانب بالمقارنة مع دول أخرى، مثل كوريا الجنوبية والتايوان.
وحسب وكالة التعاون الدولي اليابانية، فإن البلاد تحتاج إلى 6.74 مليون عامل أجنبي بحلول عام 2040، وقالت وزارة الشغل في يناير الماضي إن حوالي ربع العمال الأجانب في اليابان يأتون من فيتنام، تليها الصين بنسبة 19٪ والفلبين بنسبة 11٪.
وتجدر الإشارة إلى أن اليابان تعاني بالفعل من نقص شديد في العمالة في مجالات مختلفة، سواء تعلق الأمر بالزراعة، والبناء والتصنيع وغيرها، وزاد من تفاقم هذه المشكلة إغلاق الحدود خلال جائحة كورونا، ويسعى المسؤولون إلى تلبية حاجات سوق للشغل من خلال تشجيع مشاركة النساء، فضلاً عن رفع سن التقاعد.
تعليقات( 0 )