ومع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، الذي تلجأ فيه العديد من العائلات المغربية إلى تخزين لحم الأضحية في المجمد، للحفاظ عليه صحي وآمن بشكل يضمن إعادة استعماله من جديد، لكن دراسة بريطانية جديدة كشفت أن اللحم المجمد الموجه للاستهلاك يمكن أن يحتوي على مستويات عالية من بكتيريا الإشريكية القولونية، المسببة في الالتهابات.
وجاء في هذه الدراسة الجديدة التي عرضت نتائجها في المؤتمر العالمي للجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية “ESCMID“، أن الباحثين قاموا بإجراء تحليل للحوم النيئة الموجهة للاستهلاك، التي يتم تخزينها في المجمد، فوجدوا أنها تحتوي على نسب عالية من هذه البكتيريا، التي يدخل أغلب أنواعها في خانة البكتيريا غير الضارة، لكن بعض سلالاتها يمكن أن تنتج الذيفانات وهي سموم تضر بالقولون وتُسبب التهابًا شديدًا فيه.
وأجرى باحثون من جامعة “بريستول” البريطانية، تحليلا لما مجموعه 58 عينة من لحم البقر، والدجاج، ولحم الخنزير، ولحم الضأن النيء المجمد الموجه للاستهلاك البشري في متاجر البقالة بمدينة بريستول، بالإضافة إلى 15 عينة أخرى من طعام الكلاب النيء الذي يحتوي على الدجاج من متاجر الحيوانات الأليفة بالمدينة.
وبحث المشرفون في هذه الدراسة عن وجود مقاومة للأموكسيسيلين، وأموكسيسيلين-كلافولانات، وسيفوتاكسيم، بالإضافة إلى سيبروفلوكساسين وسبكتينوميسين ثم ستربتومايسين، وهي مضادات حيوية للالتهابات التي يمكن أن يعاني منها الجسم.
وأظهرت التحاليل أن عينات هذه اللحوم الموجهة للاستهلاك البشري، احتوت على نسبة 81 في المائة من هذه البكتيريا، فيما سجل الفريق نسبة 87٪ منها في عينات طعام الكلاب النيء.
وذكر الباحثون في التفاصيل أن الدجاج النيء المجمد، يحتوي على مستويات عالية من البكتيريا الإشريكية القولونية المقاومة للأموكسيسيلين بـ 93%، والسبكتينوميسين بـ100%، ثم الستربتومايسين بـ100%، ومضاد سيبروفلوكساسين بنسبة 47%، بالمقارنة مع النسب الموجودة في لحم البقر ولحم الخنزير والضأن النيء المجمد.
وفيما يتعلق بطعام الكلاب، فقد تم العثور فيه على مستويات مماثلة من بكتيريا الإشريكية القولونية، حيث سجلت نسبة 87% من البكتيريا المقاومة لسبكتينوميسين وستربتومايسين و47% لسيبروفلوكساسين.
وقال المؤلفون، في بيان صحفي صادر عن الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية “ESCMID” إن “النتائج التي توصلنا إليها تفيد بأن اللحم المجمد النيء ملوث بالبكتيريا المقاومة، وهو ما يفسر كون الكلاب التي تتغذى على اللحوم النيئة التي تبقى لوقت طويل في المجمد، أكثر عرضة لإفراز هذه البكتيريا”.
وتجدر الإشارة إلى أن دراسة سابقة، نشرت في سنة 2020، كانت قد كشفت أن اللحوم المجمدة يمكن أن تحتفظ بفيروس كورونا لمدة تفوق ثلاثة أسابيع، حيث قام فريق الباحثين بتقطيع شرائح صغيرة من اللحم من محلات السوبر ماركت بسنغافورة، وأضافوا إليها عينة من الفيروس، فتم تخزينها في المجمد، في درجة حرارة تتراوح بين 4 درجات مئوية، و20 درجة مئوية تحت الصفر، فوجدوا بعد مضي 21 يوما، أن الفيروس ما يزال موجودا في شرائح اللحم.
تعليقات( 0 )