هل تستجيب الولايات المتحدة لشروط المغرب لإرسال قوات حفظ السلام إلى غزة؟

وجهت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا دعوة للمغرب من أجل المشاركة في قوات حفظ السلام في قطاع غزة، يتضمن الطلب الأمريكي مشاركة المغرب ضمن بعثة متعددة الجنسيات تحت مظلة الأمم المتحدة، وتأتي هذه الدعوات الدولية من أجل المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وتعليقا على الموضوع، قال لحسن اقرطيط، المحلل السياسي، في تصريحه ل”سفيركم” إن “دعوة الولايات المتحدة الأمريكية المغرب لإنشاء تحالف عربي لنشر قوات حفظ السلام في غزة، ينطلق من الدور العربي الذي يلعبه المغرب فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، على اعتبار أن المغرب دولة تشكل نقطة ارتكاز أساسية في تثبيث الحقوق التاريخية والحقوق القانونية للفلسطينيين”.

وأضاف أن “موقف الولايات المتحدة كان دائما موقفا بناء لناحية أن المملكة المغربية أدت دائما دور الوساطة فيما يتعلق بهذا النزاع، ودائما كانت تدعوا الى تطبيق وتنزيل القرارات الأممية المتعلقة بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، على أراضي 67 وهو بالمناسبة ما يؤكده القرار 242 والقرار 338 الذين تم اقرارهما في مجلس الأمن”.

وفي ذات السياق، أوضح اقرطيط، أن “المغرب، في تفاعله مع دعوة الولايات المتحدة، أكد وفقاً لتقرير صحيفة ‘فاينانشيال تايمز’ البريطانية، أنه لن يقبل بهذا الدور إلا إذا اعترفت الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية، موضحا أن هذا هو الشرط الرئيسي للمغرب من أجل المشاركة في قوات حفظ السلام”.

وأشار أقرطيط، إلى أن موقف المغرب انطلاقا مما نشرته هذه الصحيفة، هو موقف يتناسب ودعوات المنتظم الدولي إلى انهاء هذا النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، والى إقامة سلام عادل وشامل يتم من خلاله تكريس الحقوق التاريخية والقانونية للفلسطينيين، خصوصا حل الدولة الفلسطينية والاعتراف بها على حدود أراضي حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

واعتبر لحسن اقرطيط، المحلل السياسي، أن هذه الدعوة تنطلق كذلك من مسألة أساسية، وهي أن المغرب دولة معتدلة ومتوازنة جدا في سياستها الخارجية، ودولة لها تجربة كذلك في بعثاث حفظ السلام الدولية، خصوصا الأممية سواء على المستوى القاري او على المستوى الدولي، وبالتالي يمكن لها ان تكون ضمن قوات عربية في غزة، خصوصا وأن هذه الدعوة تم تكريسها الآن في البيان الختامي للقمة الاستثنائية للجامعة العربية التي عقدت في المنامة بالبحرين، والتي طالبت بقوات حفظ سلام في غزة لحماية الشعب الفلسطيني.

وأوضح ذات المتحدث، ” أنه في نفس الآن يجب الإشارة إلى أن تشكيل تحالف عربي لنشر قوات حفظ السلام في غزة يتطلب استصدار قرار من مجلس الأمن، الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة، وهو الجهاز الوحيد المخول له باستصدار هذا القرار، وهو ما عبر عنه بكل صراحة حتى بعد دعوة الجامعة العربية إلى انشاء هذا التحالف”.

وخلص أقرطيط المحلل السياسي، إلى أنه “كان هناك رد نائب الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة والذي أشار إلى أن هذا القرار يتطلب ان يصدر من مجلس الأمن وبالتالي هذا الموقف غير مفاجئ من الولايات المتحدة الامريكية التي تربطها بالمملكة المغربية علاقة سياسية قوية وتفهمات إقليمية في العديد من القضايا وبالتالي هو يعبر عن ثقة الولايات المتحدة الأمريكية في المملكة المغربية، في الدور الذي يمكن ان تلعبه ضمن قوات حفظ سلام عربية في غزة”.

مقالات ذات صلة

“ثورة” رقمية في وزارة التجهيز: الذكاء الاصطناعي يراقب صيانة الطرق وتدبير المقالع

التقدم

حزب التقدم والاشتراكية يدعو لفتح حوار عاجل حول قضايا التعليم العالي

إسبانيا تُعلن عن خطوة جديدة لإنشاء مشروع الربط القاري مع المغرب

‎بعد جدل التنافي في المهام.. المحكمة الدستورية تجرد كتاب الدولة من عضويتهم بالبرلمان

زيارة شي جينبينغ إلى المغرب تفتح الباب أمام نقلة جديدة في العلاقات بين الرباط وبكين

فرنسا تدعم الاستثمار في الصحراء المغربية رغم تهديدات جبهة البوليساريو

اعتقال صنصال يدفع حاصلين على جائزة نوبل لمطالبة الجزائر إطلاق سراحه

حاملو جائزة نوبل غاضبون: على الجزائر إطلاق سراح صلصال

بعد صدور مذكرة الاعتقال..بوعشرين يطالب “كلنا إسـ.رائيليون” بالاعتذار للمغاربة

بوريطة: إصدار الدول الأجنبية للتأشيرات مسألة سيادية ونعمل على الحد من "السماسرة"

بوريطة: إصدار الدول الأجنبية للتأشيرات مسألة سيادية ونعمل على الحد من “السماسرة”

تعليقات( 0 )