تلقى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في الشهور الأخيرة، العديد من المطالب التي تدعوه إلى الإسراع باعتراف لندن بسيادة المغرب على الصحراء، بدعم مقترح الحكم الذاتي الذي وصفته العديد من القوى الأوروبية، بأنه أكثر الحلول “واقعية ومصداقية” لحل هذا النزاع، كإسبانيا وفرنسا وألمانيا.
وآخر هذه التحركات البريطانية، هي التي تتعلق بالرسالة التي وجهها أزيد من 30 نائبا ولوردا بريطانيا إلى وزير الخارجية ديفيد كاميرون في الأيام القليلة الماضية، حيث طالبوا منه بالإسراع باتخاذ خطوة الاعتراف بمخطط الحكم الذاتي المغرب لحل نزاع الصحراء، معتبرين أن هناك عدد قليل من المناطق التي تمثل فرصة حاسمة للتأثير الإيجابي والمنفعة المتبادلة مثل الصحراء المغربية.
وقبل هذه الرسالة، كشفت وكالة المغرب العربي في تقرير نشرته في 11 ماي من الشهر الجاري، أن نوابا بريطانيين أكدوا “خلال نقاش بمجلس العموم، أن مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء هو “الخيار الأفضل” لمستقبل المنطقة.”
ونقلت الوكالة ما صرح به، النائب المحافظ، دانييل كاوتشينسكي، الذي بادر لهذا النقاش، حيث قال إن “العديد من حلفاء المملكة المتحدة، من قبيل إسبانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا، يقرون بأن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الخيار الأفضل لضمان مستقبل مزدهر للمنطقة”.
وأكد نفس المتحدث أن المغرب “شريك استراتيجي موثوق، يتمتع بكل مقومات الديمقراطية الحديثة، ويمكننا، بل ويجب علينا أن نقيم معه علاقات تجارية وسياسية وأمنية قوية”.
وتأتي هذه التحركات بعد سنتين من تحقيق الرباط ولندن تقاربا كبيرا في المجال الاقتصادي، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية، إضافة إلى التوقيع على اتفاقيات لمشاريع ضخمة، من بينها مشروع الربط الطاقي بين المغرب والمملكة المتحدة لنقل الكهرباء.
وحسب العديد من المهتمين بالعلاقات المغربية البريطانية، فإن لندن باتت هي الأقرب إلى الاعتراف بالحكم الذاتي، بالنظر إلى أن أغلب حلفائها أقدموا على هذه الخطوة، ومن أبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل.
تعليقات( 0 )