تشهد المؤسسات التعليمية، مع اقتراب موسم الامتحانات الإشهادية، حالة من الإستعداد المكثف والتأهب، حيث تتضافر جهود الأطر التربوية وأولياء الأمور والطلاب لتحضير أنفسهم بشكل أمثل لهذه الامتحانات التي تشكل خطوة مفصلية في المسار التعليمي لكل طالب.
وبين تكثيف الدروس والمراجعات والبحث عن بيئة ملائمة للدراسة، تتجلى تحديات وطموحات الجميع في تحقيق أفضل النتائج، حيث يواجه الطلاب مرحلة حاسمة في مسيرتهم الدراسية، هذه الفترة تمثل تحديًا كبيرًا لكل من الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أنه لا تفصلنا إلا أيام قليلة عن الامتحانات الإشهادية.
وفي هذا السياق، قالت الأخصائية النفسية نجاة عصامي، في تصريحها لجريدة “سفيركم”، إنه بعد سلسلة الإضرابات التي عرفتها المدرسة المغربية العمومية، تم تحيين الأطر المرجعية رسميا وتكييفها لاختبارات الامتحانات الموحدة 2024.
وأشارت عصامي، إلى أنه أكتر ما يعاني منه المترشحون لاجتياز الإختبارات النهائية خاصة امتحانات الباكلوريا هو الخوف، وهذا راجع لأسباب كثيرة ذكرت منها، التعلق بالهدف وهو الحصول على شهادة الباكلوريا بميزة، وهذا التعلق يجعل المترشح يعرف نفسه بتحقيق هذا الهدف وأنه بدونه لا يساوي شيئا وهذا يدخله في حالة قلق من المستقبل ويفقده الاستمتاع بفترة ما قبل الامتحان وأثناء الإمتحان، والحل هنا هو أن يحب نفسه لأنه هو صانع الأهداف وليس العكس.
ومن بين الأسباب كذلك، التي ذكرتها الأخصائية النفسية، صناعات سيناريوهات مخيفة مصدرها “خيالهم المفرط ” كتوقع صعوبة الإمتحانات أو عدم اكتفاء الزمن المحدد والحل هو إعادة توجيه الخيال إلى سيناريو اليسر والتمكن والنجاح والاستحقاق، وعدم القدرة على التحكم في شعور الخوف لأن المترشح يفكر فيما لا يريد، والحل هو الإجابة عن سؤال ” ماذا أريد؟ ” وليس ” ماذا لا أريد؟” لأن الخوف يتعلق بالتفكير فيما لا يريدون، التفكير في الفشل والخوف منه، ومن أحكام الناس ومن عدم تمكنهم من الولوج للمعاهد أو الجامعات المرغوب فيها.
واسترسلت المتحدثة، إن ضغوطات الأبوين لتحقيق أحلام في كثير من الأحيان هي خاصة بهما كالطب والهندسة من جراء الشعور بالمسؤولية وثقلها، والمهم هو سعادة الابناء وهناك تخصصات كثيرة ظهرت تمكن من ولوج سوق العمل خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي وآفاقه.
ومع بدء العد العكسي للامتحانات، قدمت عصامي بعض النصائح الهامة للطلاب، التي ينبغي اتباعها في هذه الفترة، للمساعدة على تحصيل أفضل النتائج، أبرزها، تقنية راجع نم راجع، فمراجعة المادة المركبة قبل النوم ثم مراجعتها بعد الاستيقاظ يسمح للعقل الباطني بتخزين المعلومات وتنظيمها والتمكن من استرجاعها.
ونوهت كذلك بـ “اعتماد الخرائط الذهنية التي تعطي إمكانية تلخيص الدروس والربط الذهني بينها وبين المعلومات” خاصة دروس الفلسفة والتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعلوم الحياة والأرض باعتماد الرموز والألوان والصور والروابط وهي طريقة وتقنية يستعملها الأذكياء والناجحون لأنها تجعل المترشح يعمل بذكاء وليس بجهد.
وشددت عصامي، على التدريب على حل امتحانات سابقة لأنها تمنح إمكانية المرونة في التعامل مع الأسئلة وتوضح طبيعتها وتنوعها والقدرة على إدارة الأولويات من البسيط إلى المركب وإدارة الزمن المحدد.
ونبهت الأخصائية النفسية نجاة عصامي، إلى عدم إغفال النوم الجيد والاستيقاظ المبكر والتنفس العميق والمشي والتدريب على هدوء النفس وتجنب السكريات والطعام المصطنع والمشروبات الغازية، مشيرة إلى أن التوفيق من الله ولهذا على المترشح الاستعانة بالله وتفعيل قانون التيسير وليس التعسير.
تعليقات( 0 )