حملة شرسة جديدة تستهدف سمعة المنتجات الغذائية المغربية

في الوقت الذي تشهد فيه المنتجات الغذائية المغربية إقبالا واسعا في السوق الأوروبية، يستمر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف (RASFF) التابع للاتحاد الأوروبي في إصدار تحذيرات تمس بسمعة المنتجات المغربية، حيث أن هذه الحملة التي تنم عن اهتمام كبير بصحة المستهلك الأوروبي، تخفي أبعادا أخرى تتعلق بالتنافس التجاري.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “أوكدياريو” أن نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف قد أصدر تحذيرا جديدا بخصوص احتواء شحنة من الفلفل المغربي على مبيدين حشريين، ويتعلق الأمر بالفينازاكوين والكلوربيريفوس، المصنفين على أنهما مبيدات “شديدة الخطورة” على الصحة.

وذكرت الصحيفة في التفاصيل أن الفحوص الروتينية التي أجريت لشحنة الفلفل المغربي على الحدود الإسبانية، أظهرت احتوائها على مادتي الفينازاكوين والكلوربيريفوس، حيث يحدث الأول مضاعفات خطيرة ومباشرة على الجهازين التنفسي والعصبي، قد تصل حد الشلل، فيما يسبب الكلوربيريفوس سرطان الثدي.

وما يؤكد الحملة الممنهجة ضد المنتجات المغربية، ويعزز الشكوك حول وجود دوافع تنافسية خلف هذه التحذيرات، أنها تتزامن مع فترة تشهد فيها الواردات الإسبانية ارتفاعا كبيرا من المنتجات الغذائية المغربية، حيث كانت قد ذكرت بيانات رسمية أنه في شهر فبراير الماضي، زادت نسبة الواردات الإسبانية من الفواكه المغربية بـ 46.17٪ بالمقارنة مع النسبة المسجلة خلال نفس الشهر من السنة الماضية، أما واردات هذه الدولة من الخضر والبقوليات المغربية، فقد ارتفعت بدورها بنسبة 27.07٪.

وعلى الرغم من هذه الحملة الأوروبية الممنهجة والمستمرة ضد المنتجات الغذائية المغربية، إلا أنه لا يوجد أي رد رسمي من الجانب المغربي، غير ذلك الذي كان قد أكد فيه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن هناك “لوبيات” تسعى إلى ضرب سمعة المنتجات المغربية لأسباب تنافسية. مبرزا أن المنتجات التي يجري تصديرها لا يمكن إعادتها للسوق المحلية بل يتم إتلافها بعد تسجيل ملاحظات.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الصحية الإسبانية، كانت قد حذرت في أبريل الماضي، في إنذار صحي وجهته إلى الاتحاد الأوروبي، من شحنة من البطيخ المغربي، يشتبه في توفرها على مادة “الكلوربيريفوس” وهو مبيد حشري محظور الاستعمال في كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية، لكونه يدخل ضمن قائمة المبيدات “الخطيرة”.

وجدير بالذكر أيضا أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف الأوروبي، قد أصدر في سنة 2023، ما مجموعه 4 آلاف و675 إخطارا صحيا حول الأغذية المستوردة من دول أوروبية أو دول أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي، منها 295 تحذيرا صدر في حق منتجات قادمة من الهند، و284 إخطارا للمنتجات الصينية، بالإضافة إلى تحذيرات من منتجات قادمة من كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على التوالي بـ253 و202.

وفيما يخص المنتجات الإسبانية، فقد أصدر النظام الأوروبي للإنذار السريع للأغذية، ما مجموعه 203 إخطارا صحيا في الوقت الذي أصدر فيه 42 إخطارا فقط في حق المنتجات ذات الأصل المغربي.

مقالات ذات صلة

زيارة الرئيس الصيني: تعاون استراتيجي يعزز الاستثمار ويعيد تشكيل الاقتصاد الإقليمي

هل ستنخفض أثمنة الكازوال بالمغرب بعد انخفاضها عالميا

هل ستنخفض أثمنة المحروقات بالمغرب بعد انخفاضها عالميا؟ خبير يجيب

صناعة السيارات.. مجموعة MP Industry تفتتح أول مصنع لها في المغرب

تقرير: المغرب وجهة عالمية للإنتاج السينمائي بفضل الحوافز المالية والاستقرار

سفيرة المغرب بكندا تؤكد أهمية دور التجارة في التنمية السوسيو-اقتصادية

التصدير وفرص الشغل في قطاع الصيد البحري المغربي يُحققان نتائج إيجابية في 2023

ندوة بفيينا تناقش آفاق التعاون بين المغرب والنمسا وتعزيز الشراكة الثنائية

بحضور المنصوري وامهيدية.. انطلاق فعاليات النسخة 19 من المعرض الدولي للبناء بالجديدة

في جلسة حافلة بالنقاشات.. مجلس النواب يصادق على الجزء الأول من قانون المالية

جدري: غياب الإمكانيات والآليات التشريعية هدد جودة النقاش حول مشروع قانون المالية

تعليقات( 0 )