تزامنا مع مناسبة عيد الأضحى المبارك، الذي يحمل رمزية خاصة عند المغاربة، تتكرر إحدى الظوهر المعروفة، ويتعلق الأمر بإغلاق مجموعة من المحلات التجارية الصغيرة، أو ما يعرف بـ”الحانوت”، لمدة قد تفوق 15 يوما أو شهرا كاملا، بسبب هجرة البقالين إلى منطقة سوس أو تمازيغت لقضاء العيد وسط دفئ عائلاتهم.
وتحمل هذه الظاهرة في طياتها الكثير من الحنين للأسرة ولمنطقة سوس التي ينحدر منها أغلب البقالين المغاربة، الذين يمتلكون محلات تجارية في كل زاوية وشارع في أحياء مدن المملكة، سواء تلك الشعبية منها أو الراقية، كما أنها تعكس وفاء كبيرا للعادات الدينية والثقافية في جو مع الأحباب والأقارب.
وقبل أيام قليلة من عيد الأضحى، يجهز البقالون أنفسهم وأسرهم للسفر إلى قراهم وأريافهم في منطقة سوس، لقضاء هذه المناسبة الدينية وسط دفء الأسرة، وهذه الهجرة المؤقتة والموسمية ليست مجرد قرار اقتصادي أو اجتماعي، بل هي بالنسبة لهم إجازة سنوية ولحظة استراحة من عناء طويل واستجمام وإعادة تجديد الروابط مع الجذور، بشكل يجسد عمق العلاقات الأسرية والحنين إلى الديار.
إقرأ أيضا: ما قصة عيد الأضحى وآدابه في المغرب؟
ويعتبر “الحانوت” جزءا لا يتجزء من الثقافة المغربية، فهو متواجد في كل حدب وصوب من المملكة المغربية، مخصص لبيع المواد الغذائية والسلع الأساسية، حيث تعتمد الأسر المغربية بشكل كبير على هذه المحلات للحصول على احتياجاتها اليومية من خبز، وحليب، وزيت، وغيرها من المواد الأساسية.
وتأتي إشكالية إغلاق “الحانوت” في وقت حساس، ترتفع فيه مشتريات الأسر المغربية من المواد الغذائية لتحضير وجبات العيد، مع ما يرافق هذه المناسبة الدينية من زيارات عائلية واستهلاك متزايد، فيجد العديد من المواطنين أنفسهم مضطرين للبحث عن بدائل أخرى.
وأمام هذه المعضلة يلجأ البعض إلى البحث عن محلات تجارية أخرى غير مملوكة لتجار “سواسة”، فيما يقوم البعض الآخر باقتناء كميات مهمة من المواد الغذائية الأساسية قبل العيد، وتخزينها، لضمان توفرها خلال فترة إغلاق “الحوانيت”، بينما يفضل آخرون التوجه إلى الأسواق الكبيرة التي قد تكون مزدحمة وأسعارها مرتفعة.
وتجدر الإشارة إلى أن المدن الكبيرة، من قبيل الدار البيضاء والرباط وغيرها، تشهد خلال فترة عيد الأضحى فراغا كبيرا، بسبب هجرة أبناء منطقة سوس إلى قراهم وأريافهم، ما يتسبب في انخفاض حيوية ورواج هذه المدن بسبب إغلاق أغلب المطاعم والمحلات التجارية “الحانوت” و “المحلبات”.
تعليقات( 0 )