ربطت جمعية الدفاع عن التنوع البيولوجي والبيئة (DAUBMA) الناشطة بمدينة سبتة المحتلة، بين هجمات حيتان “الأوركا” في منطقة مضيق جبل طارق بالنقص الذي يحدث في أعداد سمك التونة خلال هذه الفترة من السنة بسبب الصيد.
وأوضحت الجمعية ذلك في بيان صحفي، نقلته وكالة “إيفي” الإسبانية، بعد الهجوم الذي تعرض له اليخت ‘Kelba’ قرب شواطئ المدينة السليبة يوم الخميس الماضي، حيث هوجم من قبل مجموعة من الحيتان التي سببت له أضرار بهيكله لا يمكنه بسببها الإبحار نتيجة ضربات الحيتان.
وحذر الناشطون البيئيون من أن هذه الهجمات هي “نتيجة للافراط في صيد الإنسان لسمك التونة، حيث أن ظهور الحيتان القاتلة في المناطق الساحلية يعود إلى الصيد غير المنضبط للتونة، طعام الأوركا الرئيس”.
ويدفع النقص في أعداد سمك التونة، حسب الجمعية، الحيتان القاتلة، لتعليم صغارها الهجوم على الأجسام التي تحوم قرب فرائسها، وطالبت الجمعية بإجراء دراسة حول تقنيات صيد واستغلال سمك التونة.
وكانت المياه المغربية قبالة ساحل رأس سبارطيل بطنجة، شهدت غرق يخت شراعي بعد أن تعرض لضربات من مجموعة من حيتان “الأوركا”، حسبما ذكرت خدمات الإنقاذ البحري الإسبانية لوكالة “إيفي” الإسبانية الرسمية، ماي الماضي.
وأنقذ شخصان يحملان الجنسية الاسبانية، كانا على متن السفينة الغارقة المسماة “ألبوران كونياك”، من قبل ناقلة نفط كانت على مقربة منها، بعد طلب النجدة منها إثر الحادث الذي وقع في تمام الساعة 09:00 صباحا يوم الأحد الماضي.
وقالت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية، حسب “إيفي”، إن الراكبين الاثنين أبلغا عن شعورهما بصدمات مفاجئة على بطن ومجداف القارب، ما تسبب في تسرب الماء إلى السفينة.
وأضافت “إيفي” أن صاحبي القارب قاما بتنبيه خدمات الطوارئ وتم إنقاذهما بواسطة ناقلة نفط قريبة بتنسيق مغربي إسباني، نقلتهما بعد ذلك إلى جبل طارق ومنه إلى مدينة طريفة الإسبانية، في حين ترك اليخت يطفو على الماء حتى غرق.
وتعد هجمات حيتان “الأوركا القاتلة” في مضيق جبل طارق، أمرا شائعا خلال السنوات الأخيرة، في واحد من أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، حيث تعبر نحو 300 سفينة يوميًا.
وفي ذات الصدد، وفي خضم الحركة البحرية الواسعة التي يعرفها المضيق خلال أشهر الصيف، قدمت إدارة التنوع البيولوجي والغابات والتصحر وإدارة الملاحة الإسبانية، التوجيهات والإرشادات لجميع البحارة في حالة مشاهدة أو تفاعل مع الحيتان في المحيط الأطلسي بهدف “تجنب أو تقليل المخاطر على البحارة والمراكب والملاحة والحيتان نفسها”.
وقالت الإدارة الإسبانية أن هذه الإرشادات تم المصادقة عليها في ورشة العمل الدولية حول “الأوركا” التي عقدت في مدريد فبراير 2024 بمقترح من اللجنة العلمية للجنة الدولية للحيتان.
وأوصى الخبراء، حسب الإرشادات التي صودق عليها، بعدم التوقف في حالة تفاعل الحيتان مع القارب سواء كان يعمل بالمحرك أو بالأشرعة، موصين بالتوجه نحو الساحل، وتجنب المنطقة المحددة بين خليج قادش ومضيق جبل طارق خلال شهور إبريل إلى غشت، والملاحة بأقرب مسافة ممكنة إلى الساحل ضمن حدود السلامة.
ودعت الإرشادات لتجنب سلوكيات قد تسبب ضررًا أو إزعاجًا للحيتان القاتلة، والإبلاغ عن مشاهدة أو تفاعل مع الحيتان إلى مركز تنسيق الإنقاذ الأقرب من خلال قنوات VHF المناسبة، وإرسال الصور لتسجيل وتحديد أفضل لهذه الثدييات، وتقديم معلومات عن المركبة والتفاصيل الخاصة بتفاعل الحيتان مع القوارب.
تعليقات( 0 )