أفادت منظمة إغاثة غير حكومية تعمل على إنقاذ المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط، بأن إحدى مهامها عرفت تدخل رجلين ملثمين ومسلحين مجهولي الهوية، قاموا بالاستيلاء على القارب الذي كان مكتظا بالمهاجرين، وأثار اقتحامهما حالة من الذعر دفعت المهاجرين إلى الرمي بأنفسهم في البحر.
وقامت منظمة “SOS Mediterranee” بتصوير الحادثة يوم الثلاثاء، وذكرت أنها وقعت على بعد حوالي 46 ميلا شمال زوارة على الساحل الغربي لليبيا، وهو نقطة انطلاق معروفة لعمليات تهريب المهاجرين إلى أوروبا.
وبحسب الفيديو، الذي نزلته المنظمة على منصة “إكس” فإن متطوعي منظمة “SOS Mediterranee” كانوا يساعدون في نقل 93 مهاجر، بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال، من القارب الخشبي إلى سفينة الإنقاذ الخاصة بهم عندما اقترب منهم زورقان مطاطيان.
وتابعت أنه بعد اقتراب الزورقين المطاطيين، قام أحد المسلحين الملثمين بالقفز على القارب، ما أثار حالة من الذعر بين المهاجرين غير النظاميين، الذين ألقوا بأنفسهم في البحر، مبرزة أن المسلح قام بقيادة القارب الفارغ وانطلق بعيدا عن المكان، بينما قام طاقم المنظمة بانتشال بقية المهاجرين من الماء.
وذكرت أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان المسلحون يحاولون استعادة القارب لاستخدامه في عمليات تهريب مستقبلية، لا سيما وأنه في كثير من الأحيان، تقوم السلطات البحرية الإيطالية بإغراق هذه القوارب عمدا لأسباب تتعلق بالسلامة البحرية.
وفي هذا الصدد، قالت فاليريا تاورينو، المديرة العامة لمنظمة “SOS Mediterranee”، إن الحكومات توفر موارد أقل لعمليات الإنقاذ، مما يجعل منظمات الإغاثة تقوم بأدوارها في ظروف خطرة.
وقالت في بيان لها: “إن نقص سفن الإنقاذ التي توفرها الدول في السنوات الأخيرة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، أدت إلى زيادة نشاط عصابات الاتجار بالبشر والتنظيمات المسلحة والأعمال غير القانونية، التي تشكل خطرا ليس فقط على المهاجرين غير النظاميين بل حتى أفراد طاقم الإغاثة”.
وذكر موقع “AP News” أن السلطات الإيطالية تعتبر وجود سفن الإنقاذ في البحر المتوسط تشجيعا للمهاجرين على القيام بالرحلات الخطيرة، في الوقت الذي ينفي فيه العاملون في مجال الإغاثة هذه الاتهامات.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية الإنقاذ هذه تعتبر واحدة من مجموعة من العمليات التي أبلغت عنها منظمات الإنقاذ هذا الأسبوع، حيث أن عصابات تهريب المهاجرين تستغل هدوء البحر في الصيف للقيام بمزيد من العمليات، وعلى الرغم من ذلك، فإن عدد المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا عن طريق البحر خلال هذه السنة، بلغ 27,744، وهو معدل أقل من نصف المعدل المسجل خلال نفس الفترة من السنة الماضية، والبالغ 72,036.
وجدير بالذكر أيضا أن حكومة رئيسة الوزراء اليمينية جورجيا ميلوني، كانت قد وعدت بجعل مسألة تقليص الهجرة أولوية برنامجها الحكومي، حيث وقعت في هذا السياق مجموعة من الاتفاقيات مع عدد من الدول الإفريقية، كما فرضت قيودا على عمل منظمات الإنقاذ الإنسانية، وشنت حملة على المهربين الذين يصلون إلى إيطاليا، واتخذت تدابير أخرى لردع المهاجرين المحتملين.
تعليقات( 0 )