كشفت دراسة حديثة أن اللقاحات قللت بشكل كبير من خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد، حيث أن معدل الإصابة به كان منخفضا عند الأشخاص الذين تلقوا اللقاح مقارنة بمن لم يفعلوا.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في صحيفة “The New York Times“، أن الباحثين قاموا بفحص مجموعة من المشاركين من الولايات المتحدة الأمريكية، الذين أصيبوا بكوفيد خلال السنتين الأولى من الجائحة، فوجدوا أن نسبة الأشخاص الذين تم تلقيحهم وأصيبوا بكوفيد طويل الأمد كانت أقل بكثير من نسبة غير الملقحين.
وأكد عدد من الأطباء سابقا أن اللقاحات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد، خاصة وأنها تساعد في منع الأمراض الشديدة خلال فترة الإصابة، خاصة وأن الأشخاص الذين يعانون من إصابات شديدة هم أكثر عرضة لكوفيد طويل الأمد، مبرزين أن التطعيم لم يقض تماما على خطر الإصابة بهذه الحالة التي ما تزال تؤثر على الملايين في الولايات المتحدة.
وقيم الباحثون المشرفون على الدراسة، السجلات الطبية لملايين المرضى في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى، حيث شملت حوالي 450,000 شخص أصيبوا بكوفيد خلال الفترة الممتدة من 1 مارس 2020 وإلى غاية 31 يناير 2022، وحوالي 4.7 مليون شخص لم يصابوا خلال تلك الفترة.
وكان ثلاثة أرباع المشاركين الذين شملتهم الدراسة من البيض، وحوالي 91 بالمائة من الذكور، يبلغ متوسط أعمارهم 64 عاما.
وأجرى الباحثون تحليلا للسجلات الصحية لتقدير نسبة مرضى كوفيد الذين أصيبوا بكوفيد طويل الأمد، بعد عام واحد من الإصابة، حيث أظهر التحليل أن معدل الإصابة به كان أدنى بنسبة 3.5 بالمائة، بين الأشخاص الملقحين الذين أصيبوا خلال الفترة الأخيرة من الدراسة، أي بين منتصف دجنبر 2021 ويناير 2022.
وفي هذا الصدد، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور زياد العلي، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في سانت لويس وعالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن في سانت لويس: “وجدنا أن هذا الانخفاض الكبير يُعزى إلى التطعيم”، ومع ذلك، قال: “فعالية اللقاح تتراجع بشكل كبير مع مرور الوقت، ولا يلتزم الناس بالحصول على الجرعات السنوية من اللقاح.”
وأضاف: “لا يمكننا القول إن كوفيد طويل الأمد انخفض بسبب اللقاحات ثم نتخلى عن التطعيم، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع الحالات مرة أخرى”.
وغطت الدراسة الفترة الزمنية من ظهور الفيروس التاجي لأول مرة إلى وصول نوعين من الفيروسات الخطيرة، دلتا وأوميكرون، عقب طرح اللقاحات، وقارن الباحثون النتائج بين المرضى الملقحين وغير الملقحين، لكنهم لم يحسبوا معدل المجموعتين معا.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص غير الملقحين الذين أصيبوا بين الـ19 يونيو و18 دجنبر 2021، بفيروس دلتا، انخفض لديهم معدل الإصابة بكوفيد طويل الأمد، من 10.4 بالمائة بين الذين أصيبوا في أول 15 شهرا من الجائحة، إلى 9.5 بالمائة بعد مرور سنة عن ذلك.
وذكرت الدراسة أن النسبة انخفضت أكثر، إلى 7.8 في المائة، بين الأشخاص غير المطعمين الذين أصيبوا بين 19 دجنبر 2021 و31 يناير 2022، خلال موجة أوميكرون، مشيرة إلى أن نسب الإصابة بكوفيد طويل الأمد تراجعت عند الأشخاص المطعمين.
وأصيب حوالي 5.3 في المائة من الأشخاص الذين شخصوا بمتحور دلتا، بكوفيد طويل الأمد بعد سنة، منهم 3.5 في المائة من أولئك الذين أصيبوا خلال فترة أوميكرون.
وقال الدكتور العلي: “هذا مستوى أقل من المراحل السابقة، لكنه ليس منخفض”، مضيفا أنه “عند ضرب هذا المعدل في العدد الكبير من الأشخاص الذين يواصلون الإصابة وإعادة الإصابة، فإن 3.5 بالمائة لكل 100 شخص بالغ مصاب ستترجم إلى ملايين من الحالات الإضافية من كوفيد طويل الأمد”.
تعليقات( 0 )