تشهد الحدود الجزائرية الليبية، توترا غير مسبوق، بعدما رُصد حشد عسكري كبير، ولا سيما من طرف قوات المشير الليبي، خليفة حفتر، الذي نقل قوات عسكرية كبيرة إلى منطقة غدامس المتاخمة للحدود الجزائرية.
ووفقا ما تناقلته العديد من التقارير الإخبارية الدولية، فإن الجزائر تنظر بقلق شديد لتحركات قوات حفتر على مقربة من حدودها، خاصة أن العلاقات بين الجزائر وحفتر ليست على ما يُرام بسبب تجاهل الجزائر له ودعمها لحكومة طرابلس.
وتحدثت أنباء إعلامية، لم يتم التأكد من صحتها بعد، عن قيام الجيش الجزائري بحشد قوات والتحرك إلى المناطق القريبة من الحدود الليبية، الأمر الذي إذ صح فإنه يؤشر على احتمالية تفجر الأوضاع بين الجزائر وليبيا.
كما تشير هذه التطورات إلى وجود تغيرات متسارعة في المنطقة، تُعتبر الجزائر هي الخاسر الأكبر فيها، على اعتبار أن قوات حفتر مدعومة من روسيا، وهو ما يُهدد بتأزم علاقات الجزائر مع موسكو أيضا، بالرغم من أن روسيا كانت تُعتبر دائما كأحد حلفاء الجزائر وأكبر موردي الأسلحة لفائدة النظام الجزائري.
وتلتقي مصالح حفتر وروسيا ضد المصالح الجزائرية في ليبيا، حيث ترغب روسيا في أن يتولى حفتر زمام الأمور في البلاد، بينما تدعم الجزائر حكومة مدنية غير تابعة لأي تدخل أجنبي، الشيء الذي يُعقد الوضع على الجزائر.
ووفق العديد من التحليلات السياسية، فإن ما يجري على الحدود بين ليبيا والجزائر، هو مؤشر يُنذر بالخطر، حيث سبق أن هدد حفتر بالزحف إلى الجزائر، في حين كانت الجزائر قد اعتبرت أن طرابلس خطا أحمرا، وبالتالي فإن تجاوز قوات حفتر طرابلس ووصولها إلى الحدود الجزائرية يُشكل علامة خطر واضحة.
كما أشارت نفس التحليلات، إلى أن التطورات التي تجري حاليا في ليبيا، تُهدد بوقف المسلسل السياسي لإيجاد حل للأزمة الليبية، واحتمالية عودة الأطراف الليبية إلى الاقتتال من جديد.
وتخشى الجزائر من الاضطرابات في ليبيا، بالنظر إلى التداعيات السلبية المرتقبة على حدودها، خاصة أن الجزائر ترتبط بحدود طويلة مع ليبيا.
تعليقات( 0 )