رصاصة في الرأس ومخطط مبيّت.. أسرار جديدة في مقتل مهاجر مغربي بإيطاليا

بعد مرور أيام على قضية مقتل مهاجر مغربي مقيم قي إيطاليا على يد سيدة أعمال إيطالية بعدما دهسته بسيارتها حتى الموت، هزت قضية جديدة الجالية المغربية المقيمة في الديار الإيطالية، بعد العثور على جثة مواطن مغربي يدعى حدراوي مصدّق، مقتولا بطلقة نارية في إحدى مناطق الاستراحة على طريق “كاسالنوفو” بالقرب من مدينة نابولي.

وكشفت صحيفة “IL Mattino” الإيطالية، أن جثة حدراوي مصدّق، البالغ من العمر 54 عاما تم اكتشافها في منطقة “تريفي” ببلدة “كاستيل سان جورجيو” في الـ 29 يناير الماضي، ليتم فتح تحقيق في القضية أسفر مؤخرا عن الكشف على بعض تفاصيل هذه القضية.

وأوضحت الصحيفة أنه بعد نقل القضية إلى محكمة “نولا” وبدء التحقيقات الأولية التي أشرفت عليها نيابة “نوتشيرا إنفيريوري”، أصبح جيراردو بالومبو، وهو محاسب يبلغ من العمر 64 عامًا من بلدة “روكابيومونتي”، هو المشتبه فيه الوحيد في القضية، حيث وُجّهت إليه تهم تتعلق بالقتل العمد، إخفاء الجثة، وحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني واستخدامه في مكان عام.

وذكر المصدر أن السلطات المحلية قد كشفت من خلال الأدلة التي جمعتها، والتي شملت تسجيلات، وتحاليل للأسلحة والملابس، وأدلة أخرى من كاميرات المراقبة، أن المشبه فيه قد قام بقتل المغربي داخل منطقة الاستراحة، ثم نقل جثته بعدها إلى منطقة “تريفي” في تلال “إيرمو دي سانتا ماريا”، حيث أخفاها تحت غطاء بالقرب من موقف للسيارات.

وواصلت الصحيفة الإيطالية مشيرة إلى أن الجثة قد اكتشفت عن طريق الصدفة من طرف شابتين كانتا تمارسان رياضة الجري، فأبلغتا قوات الدرك التي انتقلت إلى عين المكان وباشرت التحقيقات، وبعد التحقيقات تبين أن الجريمة قد ارتُكبت باستخدام مسدس من عيار 38، كما توصل المحققون إلى أن الضحية كان قد خُدع يوم الحادثة، ليلتقي بالمشتبه فيه، الذي أوهمه بأنهما سيسافران إلى مطار نابولي من أجل الذهاب إلى مدينة الدار البيضاء، إلا أن الأمر كان جزءا من خطة مبيّتة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات قد أظهرت أن بالومبو والضحية كانا متورطين في نشاط غير قانوني يتعلق بتهريب مهاجرين غير نظاميين من المغرب إلى إيطاليا، حيث كان بالومبو يحصل على نسبة من الأرباح، بينما كان مصدّق يعمل كوسيط، مبرزة أن هذه التفاصيل تم التوصل إليها من خلال رسائل ومحادثات جمعت بين الطرفين.

وفي التفاصيل، لفتت الصحيفة إلى أن بالومبو قد انطلق يوم الحادث مع الضحية باتجاه نابولي، لكن بدلا من التوجه إلى المطار، توقف في منطقة استراحة على طريق “A16” على بعد 2.7 كيلومتر من نابولي، حيث منع الضحية من أي محاولة للهروب، وأطلق عليه رصاصة في الرأس، ليقوم بعد ذلك بنقل الجثة إلى منطقة “كاستيل سان جورجيو” حيث تخلص منها.

وأكد الطب الشرعي في تقريره الأولي إلى أن الضحية لم يُقتل في المكان الذي عُثر فيه على الجثة، ما دفع المحققين إلى تعقب تحركاته بعد تبليغ زوجته عن اختفائه، كما عادوا إلى كاميرات المراقبة التي كانت قد التقطت بالومبو وهو يقود السيارة نحو التلال بصحبة شخص آخر لم تظهر ملامحه بوضوح، ليعود لاحقا بمفرده.

وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أنه مع انتهاء التحقيقات، ستتمكن الأطراف المعنية من الاطلاع على الأدلة وتقييم حيثيات القضية، فيما يبقى الدافع وراء الجريمة غامضا إلى حدود الآن، لكن التحقيقات تشير إلى احتمالية أن تكون جريمة قتل المواطن المغربي مرتبطة بنشاط تهريب المهاجرين الذي أشارت الصحيفة إلى أن الضحية والمشتبه فيه كانا متورطان فيه.

تعليقات( 0 )