أصبحت إفريقيا الغنية بالموارد الطاقية، خلال السنوات الأخيرة، مسرحًا لـ”حرب أنابيب الغاز” الشرسة بين مشروعين عملاقين يستهدفان أوروبا، أحدهما تقوده الجزائر والآخر المغرب، حسب صحيفة “Le monde” الفرنسية.
وأوردت الصحيفة ذاتها في مقال صادر يوم أمس، بأن اندلاع الحرب في أوكرانيا، جعل المنافسة بين المغرب والجزائر تتصاعد لتصل إلى ذروتها، حيث يسعى كل طرف إلى تقديم نفسه كمصدر بديل لأوروبا عن الغاز الروسي.
وتابعت الصحيفة أن هذه المنافسة الغازية تأتي كنتيجة جانبية للتوتر المزمن بين الجزائر والمغرب، بسبب الخلاف حول قضية الصحراء، مردفة بأن هذه “الحرب” فرضت نفسها وبقوة على الأجندة الدبلوماسية الإفريقية، في ظل تعاظم الصراع بسبب عدم تجاوز أي من المشروعين لمرحلة التخطيط.
وفي السياق ذاته، يذكر أنه سبق لوزير الطاقة النيجيري تميبزي سلفا، أن حسم الجدل القائم بين الجارتين المغرب والجزائر حول أنبوب الغاز الرابط بين حقول بلاده والقارة الأوروبية، قائلا “إن أبوجا عازمة على “إنجاز كلا مشروعي الأنبوبين بشكل مواز”، على اعتبار أن الغاز المنقول عبر الأنبوب الغاز من المغرب سيكون موجها إلى دول أوروبا، في حين أن الغاز المنقول عبر الأنبوب الجزائري سيوجه إلى دول إفريقية.
وفي سياق متصل، كانت شركة النفط الوطنية النيجيرية قد وقعت مذكر تفاهم إلى جانب المكتب الوطني للهيدروكارورات والمعادن في المغرب ومفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لتفعيل مشروع خط أنابيب الغاز مع الدول التي من المقرر أن يمر عبرها.
ومن المقرر أن يبلغ طول خط أنابيب الغاز النيجري المغربي أكثر من 5600 كيلومتر، ليكون أكبر خط أنابيب بحري في العالم بمجرد اكتماله.
تعليقات( 0 )