فقدت جبهة “البوليساريو” أحد أكبر مؤيديها في إسبانيا، بعد استقالة إينييغو إريخون، أحد الشخصيات البارزة في حزب “سومار” والمدافع الصريح عن الجبهة الانفصالية، من جميع مناصبه السياسية بسبب مزاعم خطيرة تتعلق بـ”سوء السلوك”.
وأعلن إريخون، الذي كان ناقدًا شرسًا لموقف المغرب بشأن الصحراء والدي دعا مرارًا إلى دعم إسبانيا استفتاء “تقرير المصير”، عن استقالته من منصب المتحدث البرلماني باسم حزبه، وانسحابه الكامل من السياسة يوم الخميس 24 أكتوبر.
وكان السياسي الإسباني صريحًا بشكل خاص خلال فترات التوتر الإقليمي، في أعقاب العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية المغربية في الكركرات يوم 13 نونبر 2020، حين عبّر إريخون عن تضامنه القوي مع “البوليساريو والشعب الصحراوي”، وانتقد موقف الحكومة الإسبانية.
وتأتي استقالة إريخون بعد اتهامات له نشرت بعض منها على منصات التواصل الاجتماعي، تدعي تورطه في قضايا مع زميلات له بالإساءة لهن وكذا التحيز وكره النساء.
وتصاعدت الأزمة السياسية مع انعقاد مؤتمر صحفي طارئ لحزب سومار السبت الماضي، حيث أقر المتحدث باسم الحزب المتحالف مع الحكومة الإسبانية، إرنست أورتاسون بوجود إخفاقات مؤسسية خطيرة، وصرح أورتاسون للصحافة قائلا، “آليات الكشف والوقاية لدينا فشلت”، مضيفًا أن الحزب “كان سيقوم بإقالته في وقت أبكر” لو كان على علم بالوضع.
وعبّر بابلو بوستيندوي، وزير الحقوق الاجتماعية في إسبانيا، عن “شعوره العميق بالخجل” من الوضع خلال ظهوره الإعلامي في مدينة تيرويل، واصفًا إياه بأنه “فشل جماعي” ودعا إلى “تحقيق شامل”.
وقد أثارت “الفضيحة” ردود فعل سياسية واسعة في جميع أنحاء إسبانيا، وأعلن حزب سومار عن 4 تدابير إصلاحية جديدة تشمل إجراءات داخلية، وآليات دعم للضحايا، وبروتوكولات لمكافحة التحرش، وبرامج تدريبية.
وتأتي أزمة القيادة في حزب سومار في وقت حساس للغاية، إذ يسعى الحزب للحفاظ على نفوذه السياسي في البرلمان الإسباني، حيث أدى الحادث إلى إلغاء عدة فعاليات للحزب.
وبعد الكشف عن هذه الادعاءات، دعا عدة مسؤولين في الحكومة الإسبانية إلى إجراء تحقيق شامل في الأمر، وأكد وزير السياسة الإقليمية، أنخيل فيكتور توريس، على التزام الحكومة بالتعامل مع مثل هذه الحالات بسياسة “عدم التسامح مطلقًا”.
وتعدّ هذه الاستقالة تحولًا مهمًا في السياسة الإسبانية، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن موقف جبهة البوليساريو، حيث كان إريخون أحد أبرز الداعمين لها في البرلمان الإسباني.
تعليقات( 0 )