يتيم: الثقافة فقدت عمقها والمثقفون اختاروا الانزواء

أوضح محمد يتيم، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن الثقافة فقدت عمقها ومكانتها، وأن مجموعة من المثقفين اختاروا الانزواء بعيدا عن العمل السياسي، مبرزا أن هذه الفئة ليست مطالبة بدخول هذا الميدان.

وقال محمد يتيم، الذي شغل سابقا وزير التشغيل في حكومة سعد الدين العثماني، في حوار أجراه معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الإعلامي والكاتب المغربي جمال بندحمان، أن الثقافة تجردت من عمقها ومكانتها نتيجة اختيار مجموعة من المثقفين الابتعاد عن السياسة، مضيفا أن هذه الفئة ليست مطالبة بولوج السياسة.

وفي هذا الصدد، قال: “نستطيع أن نقول أن الثقافة فقدت عمقها ومكانتها بفضل أن عددا من المثقفين اختاروا الانسحاب أو الانزواء، فليس مطلوبا من المثقف أن يكون منغمسا في العمل السياسي اليومي، وإن كان هذا العمل يجعل المثقف أكثر قدرة على فهم ما يجري، وعلى إبداع مقاربات نظرية وفكرية مؤطرة للحياة السياسية، كما فعل عدد من كبار المفكرين والفلاسفة”.

وذكر يتيم أن مجموعة من المفكرين والفلاسفة المغاربة كانوا منخرطين في الحياة السياسية، قائلا: “بالنسبة للمغرب، كان مجموعة من المفكرين والفلاسفة منخرطين في الحياة السياسية، وأحيل على علال الفاسي وبلحسن الوزاني والدكتور عابد الجابري وعبد الله العروي وغيرهم من القامات الفكرية والثقافية التي لم تكن منقطعة عن العمل السياسي”.

وأشار يتيم إلى أن هذه القامات الفكرية والفلسفية التي ذكرها لم تكن منزوية بشكل تام عن العمل السياسي، بل كانت منخرطة فيه بطريقة أو بأخرى، قائلا: “هذه القامات لم تكن منقطعة عن العمل السياسي، بل كانت مشاركة في الجدل السياسي بطريقة أخرى أو بمستوى آخر، بل ربما حتى ببعض المواقف السياسية بحكم أن كثيرا منهم كانت لهم انتماءات وارتباطات ومسؤوليات تنظيمية”.

وذكر يتيم أن كتابه المعنون بـ “في نظرية الإصلاح الثقافي، مدخل لدراسة عوامل الانحطاط وبواعث النهضة”، أشار إلى أعطاب الممارسة الثقافية، حيث قال: “وصف هذا الكتاب عددا من المظاهر السلبية في الممارسة الثقافية والسياسية بالخصوص، وهي أعطاب أصابت بناء الشخصية العربية الإسلامية، وبناء الشخصية المغربية الحديثة”، موضحا أن التاريخ متحرك ويعرف مجموعة من التورات الفكرية والثقافية والمضادة، التي يمكن خلالها تفسير مجموعة من الظواهر التي حدثت في التاريخ الإسلامي.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)