هل تتسبب اللحوم الحمراء في الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية

اللحوم الحمراء

كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن تناول اللحوم الحمراء يرتبط بالإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية، حيث أن الأشخاص الذين يتناولونها بانتظام، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، في وقت لاحق من حياتهم.

وأوضح تقرير لموقع “The New York Times”، عن هذه الدراسة التي تم نشرها، يوم الخميس، في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن الأشخاص الذين يستهلكون بشكل كبير اللحوم المصنعة، مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق وغيرها، ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية.

وأورد الموقع تصريح شياو جو، وهو باحث في التغذية بكلية “هارفارد تي إتش تشان” للصحة العامة، وأيضا مؤلف الدراسة، جاء فيه أن “خفض استهلاك اللحوم الحمراء وإجراء تغييرات أخرى في نمط الحياة، يمكن أن يساعد الكثير من الناس على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2”.

وتابع المتحدث ذاته، أن أزيد من 37 مليون أمريكي مصابون بمرض السكري، وتعاني نسبة تتراوح من 90 إلى 95 في المئة منهم من النوع الثاني، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع معدل الإصابة بالمرض، يمكن أن يلحق الضرر أيضا بالقلب والكلي والعينين.

وقام الدكتور جو وزملاؤه، بتحليل بيانات حوالي 217000 من مهنيي الصحة، الذين شاركوا في ثلاث دراسات كبيرة امتدت لعدة عقود، حيث طلب منهم الإجابة على استبيانات، تضم مجموعة من الأسئلة المفصلة حول وجباتهم الغذائية وتاريخهم الطبي، من سنتين إلى أربع سنوات، بما في ذلك نشاطهم البدني وتناول الكحول.

ووجد الباحثون، أنه كلما ارتفعت نسبة تناول الأفراد للحوم الحمراء، تزداد احتمالية إصابتهم بمرض السكري، حيث أن الذين يتناولون حوالي ست حصص، من لحم البقر أو لحم الخنزير كل يوم، ترتفع لديهم نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع 2، بنسبة 62 في المائة، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا كمية أقل، أي حوالي حصتين في الأسبوع.

ولا تسلط الدراسة الضوء بشكل مباشر على أن تناول اللحوم الحمراء يتسبب في مرض السكري من الدرجة الثانية؛ بل تظهر فقط ارتباطا بين كمية اللحوم الحمراء التي يتم تناولها، وبين خطر الإصابة بالأمراض.

وأبرز الموقع أن هذه الدراسة، التي شارك فيها أزيد من 80 في المائة من النساء، و90 في المائة من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء؛ وجدت صلة ضعيفة بين اللحوم الحمراء ومرض السكري من الدرجة الثانية، خاصة لدى الآسيويين واللاتينيين، لأن عدد المشاركين في هذه الفئات كان منخفضا للغاية.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور روتشي ماثور، أخصائي الغدد الصماء في سيدارز سيناء في لوس أنجلوس، والذي لم يشارك في الدراسة، على أن “اللحوم الحمراء لها إيجابيات وسلبيات، إنها مصدر قيم للبروتين والفيتامينات مثل فيتامين ب12 والمعادن مثل السيلينيوم”.

مقابل ذلك، لفت إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن اللحوم غنية بالدهون المشبعة، ويمكن أن تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والمواد الحافظة، وتابع قائلا: “لا شيء من هذا جيد لصحتنا”.

وربطت مجموعة من الأبحاث السابقة، بين الدهون المشبعة ومقاومة الأنسولين، لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. وفي دراسات أخرى أجريت على الحيوانات، ثبت أن المستويات العالية من الصوديوم والمواد الحافظة الكيميائية مثل النترات والنتريت، الموجودة في اللحوم المعالجة، تزيد من الالتهاب وتلف خلايا البنكرياس، ما يجعل الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من الأنسولين، وبالتالي الإصابة بمرض السكري.

من جانيه، قال الدكتور جو: “كلما كان الاستهلاك منخفضا، كان ذلك أفضل، وحصة واحدة في الأسبوع هي معدل جيد”.

“ورغم أن معظم الأمريكيين يأكلون اللحوم الحمراء أكثر مما يوصي به خبراء التغذية ، إلا أن البيانات تشير إلى أنه يتم تناول القليل من لحم البقر والفاكهة مقارنة مع عام 1970، الذي بدأت فيه الدراسة الأولى المدرجة في البحث الجديد”، يضيف الدكتور جو.

مقابل ذلك، ذكر الدكتور جو، أن الأبحاث السابقة، أظهرت أن تناول الدواجن عوض اللحوم المصنعة، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، لافتا إلى أن المأكولات البحرية والمنتجات التي تحتوي على فول الصويا، مثل التوفو، هي بدائل صحية عالية البروتين، بالإضافة إلى مصادر البروتين النباتية مثل الفول والعدس والمكسرات والحبوب الكاملة.

وفي نفس السياق، كشف الدكتور ماثور أن هذه البدائل الصحية، تساعد أيضا على إضافة الحديد غير الهيمي إلى النظام الغذائي، حيث أن كوبا من العدس المطبوخ، على سبيل المثال، يحتوي على 6.6 ملليغرام من الحديد، وهي نسبة أكثر من تلك الموجودة في حصة لحم البقر.

وأشار إلى أن إضافة فيتامين سي من عصير الليمون أو الطماطم أو الفلفل الحلو إلى الوجبات، يساعد الجسم على امتصاص الحديد غير الهيمي.

مقالات ذات صلة

التلقيح ضد الإنفلوانزا الموسمية.. حمضي ل"سفيركم": قد تكون مميتة وحان وقت التطعيم

الإنفلونزا الموسمية: بين الوقاية بالتطعيم وخطر المضاعفات القاتلة

الشامي: 86 في المائة من المغاربة مدمجون في التأمين الإجباري عن المرض

دراسة حديثة: ممارسة الرياضة في منتصف العمر تقي من الإصابة بمرض الزهايمر

أسعار الأدوية بالمغرب تصل إلى تسعة أضعاف مثيلاتها في الخارج وخبراء يحذرون من أزمة

أخصائية تغذية: هذه أسباب الإصابة بفقر الدم والنساء والأطفال هم الأكثر عرضة له

الفرق البرلمانية تتعهد بالحفاظ على مركزية أجور مهنيي الصحة

اجتماع طارئ: التهراوي يتعهد بمركزية المناصب وتنفيذ الاتفاق مع شغيلة الصحة

طلبة

نهاية أزمة كليات الطب بعد 11 شهرا: توقيع تسوية تعيد الطلبة إلى مقاعد الدراسة

حكومة أخنوش تدمج "كنوبس" ب"CNSS" وتلغي التأمين الإجباري للطلبة

حكومة أخنوش تدمج “كنوبس” بـ”CNSS” وتلغي التأمين الإجباري للطلبة

تعليقات( 0 )