أكدت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة لها حول ’’الملامح الاجتماعية والديموغرافية لضحايا الزلزال المدمر بأقاليم الحوز وتارودانت وورزازات’’، أن الزلزال لم يحصد الخسائر البشرية والمادية فقط، بل فاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.
وحسب المذكرة، في شقها المتعلق بدراسة معدلات الفقر متعدد الأبعاد، فإن إقليم أزيلال يأتي في المرتبة الأولى، بأعلى معدل للفقر متعدد الأبعاد، بنسبة بلغت 28.8 بالمئة، في حين سجلت عمالة مراكش أدنى معدل، بنسبة 2.8 بالمئة فقط.
وسجلت أن هذه الأرقام ’’تبرز تنوعا كبيرا فيما يتعلق بالحرمان في مختلف المناطق ضمن المنطقة المتضررة ككل، خصوصا وأن مؤشرات الفقر متعدد الأبعاد تشمل جوانب عدة مثل الوصول إلى التعليم والصحة والمياه النظيفة والإسكان، بين أمور أخرى”.
الفقر متعدد الأبعاد
وفي سياق متصل، أوضحت المذكرة أن ’’متوسط معدل الفقر متعدد الأبعاد في المنطقة المتضررة بأكملها، يصل إلى 18.5 بالمئة، وهو أعلى بشكل ملحوظ من المعدل الوطني في المغرب البالغ 8.2 بالمئة”، مشيرة إلى أن ’’متوسط معدل الهشاشة للمنطقة المتضررة هو 21.5 بالمئة، في حين يبلغ المعدل الوطني نسبة 12.6 بالمئة”.
وشدد المصدر ذاته، على أن ’’هذه النتائج تشير إلى أن أقاليم هذه المنطقة الجغرافية بشكل عام، تواجه حرمانا متعدد الأبعاد، يهدد بزيادة الهشاشة مقارنة بالمتوسط الوطني”.
وخلص المصدر ذاته، إلى أنه بالنظر إلى مجمل المنطقة التي تعرضت للزلزال، يصل متوسط معدل الفقر النقدي إلى 8 بالمئة، وهو تقريبا ضعف المعدل المسجل على المستوى الوطني، مضيفا أن ’’هذه الاستنتاجات تشير إلى أن الأقاليم المشمولة في هذه المنطقة الجغرافية، تعاني من وضع اقتصادي أكثر هشاشة من المتوسط الوطني”.
النشاط بالمناطق المتضررة
وضمت المذكرة أرقاما، تهم معدلات النشاط في المنطقة المتضررة، والذي يبلغ 45,6 في المئة، وهي نسبة أقل من المعدل الوطني نسبيا، غير أن المنطقة ككل تضم أقاليم يختلف فيها المعدل من إقليم إلى آخر، وهو ما يفسر جزئيا هذا الفارق، إذ يبلغ معدل النشاط في المناطق الحضرية 48،3 في المائة، مقابل 49،1 في المائة كمعدل وطني، في حين يبلغ معدل النشاط في المناطق القروية 43،7 في المائة، مقابل 45،1 في المائة كمعدل في العالم القروي وطنيا.
وبلغة الأرقام أيضا، فإن معدلات النشاط تتراوح بين 41.5 بالمئة و50 بالمئة في المنطقة، حيث سجلت مراكش أعلى معدل فيما جاءت تارودانت في أسفل الترتيب.
ومن حيث بيئة الإقامة، سجل إقليم أزيلال أدنى معدل نشاط بنسبة 39.9 بالمئة، بينما تظل مراكش في المقدمة بالنسبة للمناطق المتضررة.
وكشف المصدر ذاته، عن تفوق نشاط الرجال على النساء، ما يُوضح الفوارق الدائمة في سوق العمل، حيث يبلغ معدل نشاط النساء 16.5 بالمئة فقط ، في حين يصل معدل نشاط الرجال إلى 76.2 بالمئة، مما يعكس الاختلاف الكبير وتحديات المشاركة النسائية في الحياة الاقتصادية المحلية.
تعليقات( 0 )