المدرسة العمومية.. استمرار احتجاجات الأساتذة ودعوات حكومية للجلوس على طاولة الحوار

ما تزال المدرسة العمومية تعيش على وقع الاحتقان، بسبب مواصلة الأساتذة وأطر التدريس الاحتجاجات والإضرابات، ضد النظام الأساسي، في سياق تدعو فيه الحكومة، النقابات التعليمية، إلى الجلوس على طاولة الحوار، لإيجاد صيغ توافقية لتجاوز الوضع، بإشراف شخصي من قبل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي أكد خلال لقاء الأغلبية والمجلس الحكومي الأخير، نيتها في وضع حد للأزمة.

وأمام هذا الوضع تتساءل الأسر المغربية، عن مصير ملايين التلاميذ، في ظل استمرار الاحتجاجات وتعليق الدراسة، بعموم المؤسسات العمومية، وسط تخوفات من سنة بيضاء في ظل اقتراب نهاية الفصل الأول من الموسم الدراسي، دون إيجاد حلول لمشاكل القطاع.

أخنوش: الحكومة مستعدة للجلوس على طاولة الحوار

دعا رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم الخميس المنصرم، بالمجلس الحكومي، النقابات التعليمية، إلى الجلوس على طاولة الحوار، من أجل إنهاء الأزمة التي يعيش على وقعها القطاع، من خلال استمرار احتجاجات وإضرابات الأساتذة، مؤكدا على أن ’’الحكومة متشبثة بإصلاح منظومة التعليم وتحفيز هيئة التدريس للقيام بواجبها على أحسن وجه”.

وسبق لرئيس الحكومة، أن أشاد بمجهودات شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من أجل إنجاح الإصلاح بتشاور مع النقابات في إطار جولات الحوار، مؤكدا على  ’’حسن نية الحكومة من أجل مراجعة بعض بنود النظام الأساسي الجديد”.

وأعلن أخنوش، الذي كان رفقة الأمناء العامين للأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، عبد اللطيف وهبي، ونزار بركة، يوم الاثنين 13 نونبر الجاري، عن تشكيل لجنة تضم في عضويتها كل من وزير التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي، شكيب بنموسى، ووزير الشغل والإدماج الاقتصادي، يونس السكوري، ووزير الميزانية فوزي لقجع، من أجل دراسة كل الإشكاليات المتعلقة بقطاع التعليم.

وأبدى أخنوش، استعداده لمتابعة الملف والإنصات لمختلف الفاعلين، من أجل وضع حد للإشكاليات المطروحة، ونزع فتيل الاحتقان الذي تشهده الساحة التعليمية المغربية، ومن أجل عودة تلاميذ المدرسة العمومية إلى قاعات الدراسة.

السحيمي: العودة لقاعات الدراسة رهينة بمراجعة النظام الأساسي

قال الفاعل التربوي، وعضو تنسيقية حاملي الشهادات، عبد الوهاب السحيمي، إن مشاكل القطاع “لن تحل إلا بمراجعة شاملة للنظام الأساسي، المفروض على الأساتذة”، على حد تعبيره.

وأكد السحيمي في تصريح لموقع ’’سفيركم’’، على أن ’’الأساتذة لن يقبلوا بالنظام الأساسي، وسيواصلون احتجاجاتهم إلى حين تحقيق مطالبهم”، مشيرا إلى أن ’’النقابات لا تمثل الأساتذة في هذه المعركة”، ومشددا على أن “إيجاد الحلول سيكون بإشراك التنسيقيات والنقابات المقصية من الحوار الاجتماعي، وغير ذلك ليس إلا استمرارا للأزمة”.

واستطرد قائلا: “حكومة أخنوش ووزارة بنموسى كان لهما رأي آخر، من خلال التسريع في إخراج النظام الأساسي والمصادقة عليه، ونشره في الجريدة الرسمية”.

وأضاف السحيمي، في حوار مطول أجراه مع موقع ’’سفيركم’’، أن ’’ما صرح به زعماء الأغلبية الحكومية، ليس سوى كلاما للاستهلاك، لكن الواقع شيء آخر”، مؤكدا على أن ’’الأساتذة ملتزمون بالدفاع عن حقوقهم إلى حين تحقيقها”.

الأسرة المغربية قلقة من استمرار الاحتجاج

دقت الأسر المغربية ناقوس الخطر، حول هدر الزمن الدراسي، بسبب استمرار احتجاج الأساتذة والأطر التعليمية، وسط مطالبات بتدخل الوزارة الوصية على القطاع، من أجل إنقاذ الموسم الدراسي من سنة بيضاء، عبر ندوات صحفية وبلاغات استنكارية.

وفي ذات السياق، طالبت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، عبر بلاغ لها الحكومة بـ”العمل علي تعويض زمن التعلمات الدراسية الأصلية، وضرورة إعادة النظر في المقرر الوزاري للسنة الدراسية 2023/2024″.

كما دعت الفيدرالية الحكومة إلى “التفكير في آليات الدعم التربوي التي تتناسب مع كل الفئات الاجتماعية المغربية، بما فيها الفئة الهشة جدا، عموما، وتلاميذ العالم القروي والجبلي خصوصا”.

والتمست الهيئة ذاتها من جميع الأطراف المعنية بهذا الموضوع، استحضار الحس الوطني و التفكير في الذين لا ملجأ لهم في التعليم إلا المدرسة العمومية، مع العمل على إعطاء المكانة المستحقة واللازمة للأمهات والآباء وممثليهم محليا ووطنيا، للمشاركة الفعلية في عمليات الإصلاح لتتبع وضمان حقوق أبنائهم، الذين هم أساس المنظومة التعليمية برمتها، وفق نص البلاغ.

مقالات ذات صلة

الحنصالي: التعليم الخصوصي استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري وليس في الأموال

الشافعي: أثمنة اللحوم لن تنخفض مباشرة بعد الاستيراد وعلى الحكومة تسقيف الأسعار

جدل تدريس الأساتذة بالقطاع الخاص.. السحيمي لـ”سفيركم”: الأمر ليس مستجدا

الشامي: 86 في المائة من المغاربة مدمجون في التأمين الإجباري عن المرض

المغرب يحقق تقدما في مؤشر الأداء المناخي ويواصل ريادته في مجال الحياد الكربوني

فرض ضريبة 30% على “المؤثرين”: محامي يكشف التحديات الجديدة في القطاع

المجلس الاقتصادي: الطفل المغربي ضحية لمنصات التواصل بسبب ضعف آليات الرقابة

المغرب يعرض استراتيجيته لمكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان في جنيف

وزارة الداخلية الإسبانية تبرز جهود فرق الإنقاذ المغربية في فالنسيا

تعليقات( 0 )