عرض جايكوب ماراش على مديرة بيت الذاكرة غيتة رابولي، مؤلف عبارة عن ثمرة مشروعه الذي يحتفي بالجالية المغربية اليهودية في أمريكا اللاتينية، الخاص بتدوين سجلات بيت الذاكرة بمدينة الصويرة، خلال الفترة الممتدة من 1919 إلى ستينيات القرن الماضي.
وجاء في تقرير نزلته صحيفة “The Jerusalem Post” الإسرائيلية، أن جايكوب ماراش رئيس منظمة Adafina لعلم الأنساب السفاردية، والمشرف على إنجاز الكتاب المذكور، أكد أن “هذه التبادلات توجت بالتزام جماعي لتعزيز الروابط بين المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية وجذورها التاريخية في المغرب”.
وتابعت الصحيفة أن مدينة الصويرة، المعروفة سابقا بموغادور، تزخر بتاريخ يهودي متنوع، حيث يعود تاريخ المجتمع اليهودي في المدينة إلى ستينيات القرن الثامن عشر، عندما دعا السلطان المغربي محمد بن عبد الله عشر عائلات يهودية للاستقرار فيها لتعزيز المدينة كميناء رئيسي يسيطر على التجارة مع المدن الأوروبية.
وذكرت الصحيفة أنه في شهر يونيو الماضي، استضافت الصويرة حدثا استثنائيا، يتمثل في افتتاح منتدى اليهود السفارديم المغاربة في أمريكا اللاتينية، والذي نظمته جمعية ميمونة في إطار مبادرة “ذاكرة”، وهي مشروع ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد تأجيلات متعددة بسبب التوترات الجيوسياسية وأحداث السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية الفلسطينية، انعقد المنتدى في يونيو الماضي، بمشاركة مجموعة من الشخصيات الأدبية والعلمية اليهودية وقادة المجتمعات ومؤرخين من جميع أنحاء العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحدث قد نظم في منطقة القصبة بالمدينة القديمة، ببيت الذاكرة، على بعد خطوات قليلة من حي الملاح أو الحي اليهودي القديم في الصويرة، وعرف المنتدى مشاركة زوار من الولايات المتحدة، بنما، المكسيك، كولومبيا، تشيلي، بيرو، البرازيل، الأرجنتين، وإسرائيل، الذين أغنوا المناقشات بوجهات نظرهم وتجاربهم المتنوعة.
وواصل المصدر ذاته أنه كان من بين الحاضرين الذين قدموا إلى الصويرة من لندن، جايكوب ماراش، مؤسس ورئيس منظمة Adafina لعلم الأنساب السفاردية، الذي قال لمجلة “ذا ماغازين”: “أدافينا هو الاسم السفاردي المغربي لحساء السبت”، التي يطلق عليها الأشكنازيم، اسم تشولنت، وفي جنوب المغرب، يُسمى دفينا أو سخينة، بينما في الشمال، يُطلق عليه أدافينا، مبرزا أن التاريخ اليهودي بالمغرب يعود إلى ما يقرب من 2000 سنة.
وقال ماراش: “بالنسبة لي، من المهم التعمق في ماضي المغرب وفهم من كان هؤلاء اليهود الذين عاشوا هنا، وما الذي حدث هنا، وكشف ذلك التاريخ”.
ويحرص ماراش من خلال المؤلف على تكريم المجتمع اليهودي المغربي، خصوصا يهود شمال المغرب الذين هاجروا إلى أمريكا اللاتينية في أوائل القرن التاسع عشر، مؤكدا على الروابط الثقافية والتاريخية القوية بين المغرب وجاليته اليهودية.
وأوضح مراش “في عشرينيات القرن التاسع عشر، بدأ اليهود المغاربة في الانتقال إلى البرازيل، ثم إلى بيليم، ثم إلى الأمازون في وقت لاحق”، مضيفا “ومنذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، بدأ العديد من الشباب اليهود في شمال المغرب، على سبيل المثال، من طنجة، في الذهاب إلى الأمازون وقرروا تكوين ثرواتهم هناك، ومنهم من نجح بالفعل في ذلك ومنهم من أخفق، ومن الواضح أن بعضهم مات في الأمازون لأن الأمر كان صعبا للغاية بالنسبة لهم”.
لقد أدت الهجرة من عشرينيات القرن التاسع عشر وحتى ستينيات القرن العشرين إلى أمريكا الوسطى والجنوبية إلى تأسيس مجتمعات يهودية في البرازيل وبيرو وفنزويلا والأرجنتين والمكسيك، ولا يزال الكثير من هؤلاء اليهود موجودين هناك، ولا تزال أغلب معابدهم تتبع الطقوس الدينية اليهودية السفاردية المغربية في الصلاة.