في الوقت الذي تتفاقم فيه حدة الجوع والعطش في منطقة القطاع المحاصر، ما تزال مجموعة من الشاحنات على الجانب المصري من معبر رفح، تنتظر السماح لها بإنقاذ الفلسطينيين من الجوع، وتسببت فترة الانتظار الطويلة هذه في فساد المواد الغذائية التي تحملها شاحنات المساعدات الإنسانية.
وكشف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، يوم أمس الجمعة، أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت منذ انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح، لا يتجاوز ألف شاحنة، مبرزا أن بعض الإمدادات الغذائية قد أصابها التلف، بسبب لهيب الشمس الحارقة وطول مدة الانتظار نتيجة إغلاق المعبر الحدودي للأسبوع الثالث على التوالي.
وجاء في تصريح صحفي قدمه دوجاريك، لوسائل إعلامية دولية، إنه “لم يدخل إلى قطاع غزة، منذ 7 ماي الجاري، سوى 906 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، بعدما بدأت إسرائيل في شن عمليتها العسكرية على منطقة رفح”، مبرزا أن ما مجموعه 800 شاحنة من تلك الشاحنات كانت تحمل مواد غذائية وأدوية طبية.
وكان معبر رفح يلعب دورا رئيسيا في إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى سكان قطاع غزة، لكن بعد العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على المنطقة، سيطرت على المعبر وقامت بإغلاقه أمام الشاحنات التي ما تزال تنتظر فتح الباب لإدخال المساعدات.
وعبر مسؤولون مصريون عن استنكارهم الشديد كون النشاط العسكري في المنطقة يعرض المساعدات الإنسانية للخطر، مطالبين إسرائيل بإعادة فتح هذا المعبر، الذي يعتبر الأمل الوحيد لإنقاذ سكان قطاع غزة من المجاعة، في الوقت الذي وجه فيه برنامج الأغذية العالمي تحذيرا من إمكانية وقوع مجاعة وشيكة في مناطق هذا القطاع المحاصر.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد زايد، رئيس الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، لمنابر إعلامية غربية، إن أزيد من 6 آلاف شاحنة موجودة على مقربة من المعبر على الجانب المصري، تنتظر العبور إلى القطاع المحاصر، مشيرا إلى أن الاستمرار في إغلاق المعبر يكلف الجهات الداعمة والمنظمات الإنسانية المسؤولة عن إرسال المساعدات، كثيرا من الأموال بسبب فساد كميات مهمة من هذه المساعدات الغذائية وتكدس الشاحنات في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وفي محيط المعبر.