بسبب حشرة “البق”، يواجه المجتمع الفرنسي، وقتا عصيبا وحالة من الغضب العارمة، جراء انتشارها الواسع، سواء في البنايات أو المرافق العامة، خاصة في مدينة باريس.
ويعتبر “البق” المنزلي، حشرة ذات تاريخ طويل يعود لعصر الديناصورات، ومتجذر مع البشرية منذ القدم.
وتعد هذه الحشرة، واحدة من أكثر الحشرات التي تسبب إزعاجا كبيرا للبشر، حيث تنتشر بشكل واسع وتخلف أضرارا كبيرة، خاصة وأنها صغيرة الحجم إذ تعادل حجم بذور التفاح، وذات لون بني، كما تعد من الحشرات التي تعتمد دورة حياتها بشكل أساسي على الدماء، وتسبب لدغتها أعراضا مثل الحكة، والاحمرار والتورم.
وليست هذه المرة الأولى، التي تنتشر فيها حشرة “البق” بهذا الشكل الواسع، بل ظهرت قبل عدة قرون، وتمكنت مجموعة من الدول من القضاء عليها في خمسينيات القرن العشرين، ثم عادت للظهور مرة أخرى بعد مرور عدة سنوات، نتيجة حظر عدد من الدول، استعمال مجموعة من المبيدات الحشرية بسبب سميتها الكبيرة، وتأثيرها السلبي على البيئة والإنسان.
ولا تعد فرنسا الدولة الوحيدة التي سقطت طريحة هجمات حشرة “البق”، حيث سبقتها لذلك أستراليا، التي عانت بدورها سنة 2006، من تداعيات هذه الحشرة، إذ أثرت بشكل سلبي على قطاع السياحة، وكلفتها خسائر تقدر بـ100 مليون دولار أسترالي، أي ما يعادل 57 مليون دولار.
بدورها، كانت المملكة المتحدة قد سجلت سنة 2010، زيادة في حشرة “البق” بحوالي 24 بالمائة، وفي صيف سنة 2018، تم الإبلاغ عن زيادة تفشيها في مختلف مدن المملكة، بشكل لم يسبق له مثيل، حيث تم العثور عليها في مقاعد الحافلات بالعاصمة لندن، والقطارات ثم داخل المنازل.
وأفادت الرابطة الوطنية لإدارة الآفات بالولايات المتحدة، أنه خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2005، تم تسجيل زيادة بنسبة 71 بالمائة، في حالات الإصابة بهذه الحشرة، كما أن عدد هذه الحوادث ارتفع بشكل كبير، في بروكلين، من 500 حالة في سنة 2004 إلى 10000 في سنة 2009، خاصة وأن مثل هذه الحالات تم تسجيلها بمبنى “إيل فاشونيت” في نيويورك.
وكشف مجموعة من الباحثين من عدة معاهد وجامعات، بما فيهم باحثون من جامعة “شيفيلد” بالمملكة المتحدة، أن تاريخ حشرة “البق” يعود لأزيد من 100 مليون سنة، وأنها جابت الأرض مع الديناصورات، واعتمدوا في دراستهم على مقارنة الحمض النووي لمجموعة من أنواع “بق الفراش”، من أجل فهم طبيعة تطوره وكذلك علاقته مع البشر، فوجدوا أنه تطور قبل 50 مليون سنة من تطور الخفافيش، التي كان يعتقد من قبل أنها أول حاضنة لحشرة “البق”.
وتجدر الإشارة إلى أن حشرة “البق”، تعد من الحشرات القوية، لأنها قادرة على العيش بشكل منفرد وحتى ضمن مجموعات، بالإضافة إلى أنها من الحشرات، التي تملك القدرة على التكاثر بسرعة والانتقال من مكان لآخر، وعادة ما تعيش في الأماكن المتسخة وغير النظيفة، ناهيك عن حبها للأماكن التي لا تدخلها الشمس.