يعيش مجموعة من الممرضين والممرضات الأفارقة، الذين تم استقدامهم إلى كندا ضمن برامج التدريب المهني لسد النقص في الكوادر الطبية، تحت وطأة ظروف صعبة، إذ يعاني العديد منهم من سوء المعاملة، ويتعرضون للعنصرية، وهو ما وثقته قناة فرانس 24 في تقرير خاص نُشر يوم الخميس الماضي.
و أكد التقرير أن برنامج التدريب المهني الذي تقدمه الحكومة الكندية، يعتبر فرصة لا تعوض لبدء حياة مهنية جديدة في كيبيك مع راتب مغر.
من جهة أخرى، صرح أحد المهاجرين الذي تم اختياره من دولة إفريقية لسد النقص في العمالة في قطاع الصحة بكيبيك، أنه كان يرى في هذه الفرصة وسيلة لمتابعة تدريب إضافي لممارسة مهنته كممرض. ومع ذلك، رسب في الاختبار.
وأضاف قائلا: “يخبرونني أنه إذا أردت، يمكنك التوقيع على عقد للعمل كمرافق لمدة ثلاث سنوات، أو العودة إلى بلدك…المرافقون أو مقدمو الرعاية هم الذين يساعدون كبار السن في الأكل والشرب والاستحمام وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ويمكن لأي شخص أن يقوم بذلك”.
وأضاف التقرير أنه في غضون أيام قليلة، فقد الشخص الذي أدلى بشهادته تصاريح الدراسة والعمل، ولم يعد يتمتع بالتأمين الصحي، ويرغب في إعادة الاختبار مرة أخرى، لكنهم يضغطون عليه للعمل كمقدم رعاية في دار تقاعد كخيار وحيد.
وأعرب المهاجر عن رغبته في مواصلة دراسته لمتابعة ممارسة مهنة التمريض، قائلاً: “لم أترك وظيفتي في بلدي لآتي إلى هنا وأصبح عاطلاً عن العمل وفي موقف ضعيف.. الأمر ليس سهلاً على الإطلاق، ولا أتمنى هذا حتى لأعدائي”.
يقول كثير ممن تم إحضارهم من أفريقيا أنه تم خداعهم، كما صرحت ممرضة إيفوارية وفقا لقناة france 24 :”في يوم ما تلقيت اتصالا من مدرستي تخبرني بسحب تصريح الدراسة الخاص بي.. نتعرض لسوء معاملة وللمواقف من العنصرية.. هناك آباء ينتهي بهم الأمر في طوابير بنوك الطعام..كثيرون يقولون أنهم لو كانوا يعلمون بحقيقة الأمر لما تخلوا عن وظائفهم في أفريقيا”.
و في نفس السياق و حسب القناة الفرنسية، صرحت مديرية البرامج الإقليمية الكندية أن، “الطالب الفاشل إن أراد البقاء في كندا عليه إما القبول بوظيفة دار المسنين التي اقترحوا عليه أو العثور بمفرده على عقد تدريب آخر لإكمال دراسته”.
و أوضح التقرير أن أفواج الممرضين الأولى التي استقدمت من إفريقيا إلى كندا حققت معدلات نجاح تجاوزت 90%، بينما الفوج الثالث شهد نسبة رسوب تصل إلى 15%.
وأضافت المسؤولة الكندي، “من يرفضون عقود تقديم الرعاية التي يقترحها البرنامج عليهم تدبير أمورهم بمفردهم، دون راتب أو تصريح عمل، وعليهم أيضا إعادة الاختبار إن تمكنوا من العثور على مكان، وكل ذلك قبل انتهاء تأشيرة إقامتهم”.
وفي سياق متصل، وخلال الشهر الماضي، أفاد عدد من الممرضين المغاربة الراغبين في الهجرة إلى كندا بأنهم تلقوا بريدا إلكترونيا محبطا يؤكد “اتفاق السلطات المغربية مع نظيرتها الكندية على عدم توظيف ممرضين مغاربة في إطار مهامها لتوظيف عمال أجانب مؤقتين كجزء من ممارسة توظيف أخلاقية تهدف إلى عدم الإضرار بسوق العمل والنظام الصحي المغربي”.
وأبرزوا أنه وبالاتفاق مع السلطات المغربية، يتم الإعلان فقط عن وظائف المرافقين المستفيدين (مساعدي التمريض)، ويقتصر اختيار الطلبات على حاملي الشهادات المحددة في العروض.
الجدير بالذكر، أن حكومة “كيبيك” خصصت في عام 2022 ما يقدر بـ 65 مليون دولار كندي لتدريب 1000 ممرض أجنبي. وفي نفس السنة، غادر حوالي 400 ممرض مغربي للعمل في كيبيك، مما دفع العديد من المنظمات المغربية إلى التنبيه بالمخاطر المحتملة لهذا النزيف المستمر في قطاع الصحة، نظراً للنقص الحاد في الكوادر الصحية.