تعرف التنقلات عبر القطارات في المغرب مجموعة من الإشكالات والعوائق التي لها الدور الكبير في تعطيل تجربة السفر للمسافرين، على الرغم من أن السفر بالقطارات يعتبر من الخيارات المفضلة للعديد من الناس بفضل ما يوفره من سرعة في الوصول، إلا أن هذه التجربة ليست دائما بمستوى التطلعات.
وتتعدد المشاكل التي يواجهها المسافرون بدءا من التأخيرات المتكررة في مواعيد القطارات، مرورا بغياب خدمات التكييف في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وصولا إلى تردي حالة المرافق الصحية وعدم التواصل الفعال مع المسافرين.
وفي هذا السياق، قال شتور علي، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، في تصريحه لـ”سفيركم”، إن “موسم الصيف والعطل يشهدان حركية كبيرة للمسافرين وتزايدا في الإقبال على السفر عبر القطارات على وجه الخصوص، نظرا للمزايا التي يوفرها السفر عبرها، لكن في المقابل نجد مواطنين لا يزالون يعتقدون أن موعد انطلاق ووصول بعض القطارات إلى وجهتها لم يرق بعد إلى مستوى الانضباط المطلوب في الوقت في أحيان كثيرة.”
وأضاف شتور قائلا، “تتكرر الإعلانات عبر مكبرات الصوت في بعض محطات القطار، لتصبح مألوفة وعادة يومية نتيجة تأخر القطارات، الذي يبدأ من عشر دقائق وقد يصل إلى ساعة أو أكثر، ويعزو المسؤولون هذا التأخير إلى أسباب متعددة منها: أشغال صيانة السكة الحديدية، سرقة أسلاك التيار الكهربائي، أو وقوع حوادث مفاجئة”.
ومن جهة أخرى، قال شتور، يحرص العديد من المسافرين على الالتزام بالمواعيد والوصول في الوقت المحدد أو حتى قبله بقليل، معتبرين ذلك دليلا على احترام الذات وتقدير الآخرين، وفي المقابل، من يصل متأخرا في كل مرة يعطي الانطباع بعدم احترام مواعيده.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه بالإضافة إلى مشكلة التأخير، يعاني المسافرون من مشاكل أخرى في بعض القطارات مثل غياب خدمة التكييف الهوائي في ظل درجات حرارة مرتفعة، وتدهور حالة المرافق الصحية، وغياب تام للتواصل مع المسافرين.
ويؤكد شتور علي، على أن شروط السلامة والراحة والاطمئنان والرفاهية واحترام الوقت هي جزء لا يتجزأ من حقوق المستهلك المغربي، مضيفا أن المكتب الوطني للسكك الحديدية مطالب بتوفير هذه الشروط لضمان تجربة سفر مريحة وآمنة للمسافرين.
وخلص علي شتور رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، في تصريحه لـ”سفيركم”، إلى أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يحتاج إلى وضع خطط استراتيجية لتحسين خدماته، والتأكد من صيانة القطارات والبنية التحتية بانتظام، وتحسين تجربة العملاء لضمان رضاهم وتلبية توقعاتهم، لأن تحقيق هذه الأهداف سيساهم بلا شك في تعزيز ثقة المواطنين بوسيلة النقل هذه، ويشجعهم على استخدامها بشكل أكبر.