أفادت تقارير إعلامية موريتانية أن شركة “أرما هولدينغ” المغربية حازت بشكل نهائي على صفقة تدبير نظافة العاصمة الموريتانية نواكشوط، وذلك بعد سلسلة من التعليقات والإلغاءات التي شابت هذا الملف خلال الأشهر الماضية.
وأوضح خبر نشرته الصفحة الرسمية لـ”وكالة الأخبار المستقلة” على منصة “الفايسبوك”، أن قرار الحسم في الصفقة جاء في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء، بعد أن رفعت سلطة تنظيم الصفقات العمومية في موريتانيا تعليقها السابق، ما أتاح للجنة الصفقات التابعة لوزارة الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية إصدار قرارها النهائي في ساعة متأخرة من الليل.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الصفقة منحت لشركة “أرما هولدينغ” لمدة عشر سنوات، وبمبلغ سنوي يصل إلى 7.06 مليار أوقية قديمة (ما يعادل 1,628,085,353.17 درهم مغربي)، مبرزا أن هذه الصفقة تعد من أكبر العقود العمومية في قطاع النظافة الحضرية على مستوى العاصمة الموريتانية.
وذكرت أن ملكية الشركة المغربية تعود إلى رجل الأعمال يوسف أحيزون، نجل الوزير المغربي السابق عبد السلام أحيزون، الذي تولى رئاسة مجلس إدارة “اتصالات المغرب” لأكثر من 27 سنة، مضيفة أن يوسف أحيزون كان قد تخرج من المدرسة الوطنية للجسور والطرق بفرنسا، ويترأس شركة تشتغل في إدارة النفايات والخدمات البيئية، وتشرف على تدبير نظافة عدد من المدن المغربية.
وأردف نفس المصدر، أن خديجة بنت بوكة، التي تشغل منصب رئيسة سلطة تنظيم الصفقات، والتي توجد حاليا في موسم الحج، قد اتخذت قرار إلغاء تعليق الصفقة بشكل رسمي، ما ألغى قرار نائبها المختار أحمد اعل، الذي كان قد علق الصفقة قبل 24 ساعة.
وتجدر الإشارة إلى أن صفقة نظافة نواكشوط عرفت تحولات متكررة خلال الأشهر الماضية، إذ تم منحها لأول مرة في يناير الماضي لشركة مغربية أخرى هي “SOS NDD”، وبمبلغ 7.5 مليار أوقية قديمة، قبل أن تعلق سلطة تنظيم الصفقات القرار ثم تلغيه لاحقا.
وفي أبريل الماضي، أعادت لجنة صفقات وزارة الداخلية منح الصفقة لنفس الشركة، لكن بمبلغ أقل (6.9 مليار أوقية)، لتتدخل سلطة تنظيم الصفقات مرة أخرى بالتعليق ثم الإلغاء، وفي 9 ماي 2024، حاولت اللجنة مرة ثالثة إسناد الصفقة لنفس الشركة وبنفس المبلغ، غير أن القرار قوبل مجددا بالتعليق ثم الإلغاء.
وجاء منح الصفقة لشركة “أرما هولدينغ” ليُنهي على ما يبدو مسلسلا طويلاً من الجدل والتأجيلات التي رافقت هذا الملف منذ بدايته، ويعيد شركة مغربية إلى واجهة تدبير نظافة العاصمة نواكشوط، لكن هذه المرة باسم جديد وبشروط مالية مختلفة.