كشفت دراسة حديثة أجراها عالم كبير في أبحاث الكحول وطول العمر، أن تناول مشروب إلى مشروبين من الكحول بشكل يومي، قد يقلل مدة شهرين من طول العمر.
وجاء في هه الدراسة التي نشرت نتائجها في صحيفة “The Daily Mail” البريطانية أنه في المتوسط، يمكن أن يقلص تناول مشروبين فقط في الأسبوع، سواء كانت زجاجات بيرة، أو كؤوس نبيذ، أو بضع رشفات من الخمر، من ثلاثة إلى ستة أيام من عمرك، مبرزة أن تناول مشروب واحد يوميا يقلص من عمر الشخص حوالي شهرين ونصف.
وواصلت الدراسة أن الذين يتناولون الكحول بكميات كبيرة، بمعدل 35 مشروب بشكل أسبوعي، أي حوالي 5 مشروبات يوميا أو زجاجتين من الويسكي على مدى سبعة أيام، يقلصون من حياتهم حوالي عامين.
وأوضح الدكتور تيم ستوكويل، وهو عالم في معهد الأبحاث الكندي، والذي كان معروفا بدعمه القوي للشرب المعتدل، إلى أن نبهه أحد زملائه من مخاطر التعاطي للكحول، قائلا: “إن أي كمية من الكحول ليست مفيدة لك.إن توقعاتي متوسطة وبعض الناس محظوظين أكثر من غيرهم فيما يتعلق بصحتهم”.
وفي السنة الماضية، قاد الدكتور ستوكويل دراسة شاملة لأكثر من 107 دراسة نُشرت على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وخلص إلى أن أي كمية من الكحول لا تحسن الصحة بل يمكن أن تزيد من خطر الوفاة لأسباب متعددة.
وفي سياق منفصل، أفادت دراسة أجراها في سنة 2022، علماء من جامعة هارفارد أن “تناول الكحول بأي معدل كان يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض “CDC”، فقد انتقل متوسط عدد الوفيات المسجلة سنويا بسبب الاستخدام المفرط للكحول، نتيجة أسباب مباشرة لحوادث السير وتلف الكبد، أو غير مباشرة كاضطرابات الصحة العقلية أو أمراض القلب، من حوالي 138,000 وفاة خلال الفترة بين 2016 و 2017، إلى أكثر من 178,000 وفاة بين 2020 و2021.
وذكرت الدراسة أن عدد الوفيات الناتجة عن تناول جرعات كبيرة من المخدرات أو الكحول، التي تم التبليغ عنها في 2022، قد تجاوزت ما مجموعه 108,000 حالة.
وقال الدكتور ستوكويل: “الكحول هو المخدر المفضل لدينا. نستخدمه للمتعة والاسترخاء، وآخر شيء نريد سماعه هو أنه يسبب أي ضرر… من المريح التفكير أن الشرب جيد لصحتنا، لكن للأسف، يستند ذلك إلى دراسات ضعيفة”.
وأثبتت مجموعة من الدراسات السابقة أن الكحول يضر بأعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والجهاز العصبي، والقلب، والكبد، والبنكرياس، كما يمكن أن يتسبب في تلف بعض خلايا الجسم والإصابة بالالتهابات عند تناوله.
وأشارت الدراسة إلى أن الأبحاث التي تشير إلى فوائد شرب الكحول تكون في الغالب ممولة من قبل الشركات الرائدة في صناعة الكحول، مبرزة أن بعض التقارير الحديثة كشفت أن 13,500 دراسة تم تمويلها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال الدكتور ستوكويل إن “هناك الكثير من الطرق التي تعطي بها هذه الدراسات نتائج خاطئة يتم تفسيرها بشكل خاطئ لتوحي بأن الكحول مفيد لك”.
وقام الدكتور ستوكويل بتعاون مع كاي ميدلتون فيلمور، وهي عالمة الاجتماع بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بالتشكيك في صحة الدراسات السابقة التي تشير إلى فوائد الكحول على الصحة، مبرزين أن الأشخاص الذين يتناولون النبيذ الأحمر غالبا ما يحافظون على أنماط حياة صحية أكثر، مما قد يفسر صحتهم العامة.
وفي هذا الصدد، قال ستوكويل: “غالبا ما يكون هؤلاء الممتنعون من الشرب من كبار السن الذين توقفوا عن تناول الكحول لأن حالتهم الصحية سيئة، فالقدرة على الشرب هي علامة على أنك ما تزال بصحة جيدة، ولكنها ليست سبب الصحة الجيدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العالمي للقلب، شريك منظمة الصحة العالمية “WHO” في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية “CVD”، كان قد قال في بيان له: “خلافا للاعتقاد الشائع، الكحول ليس جيدا للقلب، هذا يتناقض مباشرة مع الإرشادات الشائعة التي تقول بأن الكحول يطيل العمر، خاصة من خلال تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.”