سلطت صحيفة ’’لاراثون’’ الإسبانية، الضوء على اقتراب امتلاك المغرب، لمروحيات “أباتشي AH-64E”، ولأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة ’’هيرماس’’، حيث أبدت توجسا من التقدم العسكري في المنطقة، وتأثير ذلك على المدينتين المحتلتين ’سبتة ومليلية.
ووفق مقال مطول للصحيفة الإسبانية، فإن شركة “بوينغ”، بدأت في بناء أولى مروحيات “أباتشي AH-64E”، وهي واحدة من أكثر المروحيات فتكا في العالم، من إجمالي 24 طائرة اشتراها المغرب لقواته الجوية الملكية، حيث يتم تصنيع هذه الوحدة الأولى في مصنع الشركة الأمريكية في ميسا (أريزونا)، ومن المتوقع أن يتم تسليمها في نهاية عام 2024.
وأوضح المقال ذاته، أنه تم توقيع اتفاقية الشراء بين الولايات المتحدة والمغرب عام 2020، مما سيجعل الأخيرة، في المرتبة السابعة عشرة عالميا، التي تمتلك هذه الطائرة المقاتلة المتقدمة.
من جانبها، أكدت كريستينا أوباه، نائبة رئيس برامج المروحيات الهجومية في شركة “بوينغ ميسا”، على ’’الأهمية الاستراتيجية لهذه المروحيات بالنسبة للمغرب، وذكرت أنها ستعمل على تعزيز قواته الدفاعية في السنوات المقبلة، باعتبارها المروحية الهجومية الأكثر تطورا وثباتا في المغرب.
وقالت الصحيفة الاسبانية، إن ’’الاستعدادات تجرى حاليًا في قاعدة خريبكة العسكرية لاستضافة أسراب أباتشي، والتي سيتم تسليحها بصواريخ جو-أرض من طراز Lockheed Martin AGM-114L/R Hellfire، ومجموعات الصواريخ الموجهة بالليزر من BAE Systems Advanced Precision Kill (APKWS) وأكثر من 5000 صاروخ 70 ملم وصواريخ جو-جو من طراز Raytheon AIM-92H Stinger، بموجب عقد الشراء المبرم بين البلدين. والذي تضمن أيضا الإجراءات الدفاعية المضادة، بالإضافة إلى فريق بدون طيار 2 (MUMT-2) للتحكم على متن المركبات الجوية بدون طيار (UAVs)”.
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن ’’هذه الأجهزة ستحل محل مروحيات Aérospatiale SA342L Gazelle الـ24 التي تعمل حاليًا في دور الهجوم الخفيف، والتي تم الحصول عليها قبل 45 عامًا، في عام 1978، مما يتطلب استبدالها بسرعة”.
وأكد المصدر ذاته، أن هذا الشراء من قبل المغرب، يأتي في إطار برنامج أوسع لشراء المعدات، حيث ’’تعمل الدولة المغربية على تجديد قدراتها في مجال الطيران القتالي، كما حصلت أيضًا على أحدث نسخة من طراز Lockheed Martin F-16 Block 70/72 Fighting Falcon لتحل محل طائرة Mirage F1 التي تلقتها في عام 1978 وطائرة Northrop F-5E/F Tiger II التي حصلت عليها في عام 1980″.
وأوضح المقال، أن المغرب اشترى النسخة الأكثر تقدما من “أباتشي AH64E”، والتي تقدم تحسينات مهمة مقارنة بأسلافها وتثير توقعات كبيرة، حيث أن الطائرة قادرة على كشف 256 هدفًا محتملاً في وقت واحد يصل مداه إلى 16 كيلومترًا، وتتحرك بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، كما تتضمن ما يصل إلى 16 صاروخًا من طراز “Hellfire” موجهة بالليزر لتدمير الدبابات، ويمكنها أيضًا حمل ما يصل إلى 76 صاروخًا ضد أهداف غير مدرعة، كما تحتوي على مدفع قوي بمقدمة 30 ملم قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة.
وفي سياق متصل، أكد نص المقال، أنه بالرغم من كون التسليح المغربي القوي، يأتي في سياق أزمته مع الجارة الشرقية الجزائر، إلا أن ’’إسبانيا لا يمكنها أن تغفل عن نوعية الأسلحة التي يشتريها البلد المغاربي، والتي تشكل خطرا على التفوق العسكري المفترض لإسبانيا اليوم”.
من جانب آخر، أشارت ’’لاراثون’’ إلى أن الخارجية الأمريكية، وافقت على “بيع عسكري أجنبي محتمل لحكومة المغرب، خاصة لأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة (HIMARS) والمعدات ذات الصلة بتكلفة تقديرية تبلغ 524.2 مليون دولار، في سياق تقديم وكالة التعاون الأمني الدفاعي الشهادة المطلوبة لإخطار الكونجرس بهذا البيع المحتمل”.
وأكدت هذه الوثيقة، وفق المصدر ذاته، أن حكومة المغرب طلبت شراء 18 قاذفة من نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS) من طراز M142، و40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية من طراز M57 (ATACMS)؛ و36 نظام إطلاق صاروخي متعدد التوجيه من طراز M31A2 (GMLRS)؛ و36 رأسًا حربيا بديلا من طراز M30A2 لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، بالإضافة إلى أنواع أخرى من المواد مثل المركبات ومعدات النقل وأجهزة استقبال GPS”.
وشددت الصحيفة الإسبانية، على أن ’’الأمر الأخطر هو حصول المغرب على صواريخ متوسطة المدى، حيث يتمتع نظام HIMARS بمدى معترف به ومثبت يصل إلى 300 كيلومتر، ومجموعة متنوعة من الذخائر المستقبلية قيد التطوير والتي ستوفر نطاقًا ممتدًا يتجاوز 499 كيلومترًا. كما أنها توفر القدرة على إطلاق النار والتحرك التي تعمل على تحسين قدرة الطاقم والمنصة على البقاء في البيئات عالية التهديد”.
ويمكن لنظام “HIMARS”، حسب الصحيفة، التمركز وإطلاق النار وإعادة التموضع وإعادة التحميل في غضون دقائق، مما يقلل بشكل كبير من قدرة الخصم على تحديد موقع HIMARS واستهدافه.