في خطوة طال انتظارها لنزع فتيل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت الولايات المتحدة والصين، اليوم الاثنين، التوصل إلى اتفاق يقضي بتخفيض كبير في الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوما، بمقدار 115 نقطة مئوية، ما أعاد بعض الطمأنينة إلى الأسواق المالية العالمية وأحيا الآمال بتفادي ركود اقتصادي عالمي.
وحسب تقارير إعلامية دولية، فإن هذا الاتفاق يُعد ثمرة أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل الماضي فرض رسوم جمركية مشددة على الواردات الصينية.
ووفق البيان المشترك، فقد اتفق الطرفان على مواصلة التفاوض خلال الفترة المقبلة، في محاولة لتسوية الملفات التجارية العالقة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي الدولي.
وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إن المحادثات التي جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع في واشنطن مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هي ليفينغ، وممثل التجارة الدولية، لي تشنغانغ، كانت “مثمرة” و”حازمة”، مؤكدا أن “الجانبين أبديا قدرا كبيرا من الاحترام المتبادل”، في إشارة إلى جدية الطرفين في إنهاء النزاع.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في وقت سابق رسوما جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، في حين ردّت بكين برسوم بلغت 125% على السلع الأميركية، وبموجب الاتفاق الجديد، سيتم خفض الرسوم الأميركية إلى 30%، بينما تنخفض الرسوم الصينية إلى 10%.
ورحبت الحكومة الصينية بما وصفته بـ”التقدم الكبير” الذي أُحرز في المحادثات، معتبرة أن الاتفاق يمثل خطوة بنّاءة نحو استعادة التوازن في العلاقات التجارية مع واشنطن.
وأوضح البيان المشترك أن الجانبين سيسعيان إلى وضع آلية دائمة للحوار الاقتصادي والتجاري، لضمان معالجة الخلافات المستقبلية دون تصعيد مفرط.
يُذكر أن التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة كان قد ألقى بظلاله الثقيلة على حركة التجارة العالمية وأسعار السلع والبورصات، ما دفع العديد من الحكومات والشركات الكبرى إلى المطالبة بحل سريع.