سجلت لوحة “السيدة والمروحة”، للفنان النمساوي الشهير جوستاف كليمت، أرقاما قياسية كأغلى عمل فني يتم بيعه بمزاد علني في أوروبا، حيث بيعت بـ 85.3 مليون جنيه إسترليني، متجاوزة بذلك التقديرات التي قدمتها دار المزاد “سوذبيز”.
و”السيدة والمروحة” هو عمل فني أبدعه الرسام جوستاف كليميت سنة 1918، وكان الرسام عضوا بارزا في حركة “الانفصال الفنية في فيينا”، واستطاعت هذه اللوحة أن تتجاوز الرقم الذي سجلته لوحة “الرجل الماشي”، للفنان ألبرتو جياكوميتي، والتي بيعت في شهر فبراير 2010، مقابل 65 مليون جنيه إسترليني، في المزاد الذي تنظمه “سوذبيز”.
وأوضحت دار المزاد “سوذبيز”، أن هذه اللوحة، هي واحدة من أحدث لوحات كليمت المرسومة بين 1862 و1918، فهي “ليست فقط نجمة موسم المزادات الصيفي في لندن، ولكنها أيضًا واحدة من أجمل وأثمن الأعمال الفنية المعروضة في أوروبا”.
وتم بيع هذه اللوحة بثمن باهض جدا تضاف إليه رسوم البيع، حيث سيضطر الفائز، الذي لم يكشف عن هويته إلى حدود الآن، إلى دفع 85.3 مليون جنيه إسترليني، أي حوالي 99 مليون يورو.
وتظهر في اللوحة امرأة بشعر بني غامق، لم يتم الكشف عن هويتها بعد، ترتدي فستانا واسعا وكتفها مكشوفة، وتحمل في يدها مروحة، وفي الخلفية الصفراء توجد مجموعة من الرسومات بألوان مختلفة، وغالبا ما تظهر في أعمال مختلفة للفنان، مثل الطيور الزرقاء والخضراء، والزهور وغيرها.
ووفق معلومات أدلى بها مزاد “سوذبيز”، فقد كانت هذه اللوحة جزء من مجموعة خاصة منذ سنة 1994، التي كانت ملكًا لرجل الأعمال الفييني إروين بولر، ثم لشقيقه، ولزوجة أخيه إلى حدود الأربعينيات.
ووصف العديد من النقاد والمهتمين بمجال الرسم هذه اللوحة، بـ”التحفة الفنية لفنان في قمة مجده”، حيث يطغى عليها الطابع الآسيوي”، وتعرف هذه المدرسة الفنية الغربية التي كانت متأثرة بالثقافة والفن الياباني بـ”جابونيزم”.
وأوضحت هيلينا نيومان، رئيسة دار “سوذبيز”، ورئيسة الفن الانطباعي والحديث في أنحاء العالم، أن “لوحة السيدة والمروحة هي آخر لوحة رسمها غوستاف كليمت قبل وفاته المفاجئة، عندما كان لا يزال في قمة مجده الفني، وكان ينتج مجموعة من أكثر أعماله براعة وتجريبا”.
وتابعت نيومان قائلة إن “العديد من هذه الأعمال، وبالتأكيد اللوحات التي اشتهر بها، كانت بحسب الطلب، ومع ذلك، فإن هذه اللوحة شيء مختلف تماماً، فهي تحفة فنية، وتجربة خارجة عن المألوف، إلى جانب كونها آية في الجمال المطلق”.
ولم تكن هيلينا نيومان الوحيدة التي فتنتها هذه اللوحة، بل حظيت كذلك بإعجاب الصحافي والشاعر المغربي حسن العسبي، الذي دفعه إعجابه بها إلى نظم شعر، قال فيه:
تغازلُ الريحَ
بالمروحةِ الحمراء في يدها..
هي لا تبحثُ عن
نسيمٍ عليلٍ، كما تتوهمُ
المروحةُ..
هي فقط تهبُ
نسائمها
للقيظ الفائضٍ،
في المدى الممتدِّ
بين خصلاتها
المسافرة،
وبين عين الرقيب
الجاحظة..