كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن الذكاء الاصطناعي أكثر إنسانية من البشر، بحيث يتعاطف معهم ويستمع إليهم بصدق حتى أكثر من الأقارب، الأمر الذي يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على الحالة النفسية للأفراد الذين يعيشون في الوحدة والعزلة.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة، التي قادها مجموعة من الباحثين من جامعة جنوب كاليفورنيا، أن الذكاء الاصطناعي أظهر حسا عاليا من التعاطف مع البشر على غرار بشر آخرين شملتهم الدراسة.
وتابعت هذه الورقة البحثية، أنها شملت مجموعة من المشاركين، قدم إليهم الباحثون نوعين من الرسائل، التي كانت ردا على مشاكل قاموا بها في الماضي، وكان بعضها مكتوبا من قبل البشر والبعض الآخر من قبل الذكاء الاصطناعي.
وبعد قراءة الرسائل، خضع المشاركون لاختبار عبروا فيه عن الرسائل التي شعروا أنها كانت متعاطفة معهم ومتفهمة لمشاكلهم، وقال المشاركون أن الرسائل التي كتبها الذكاء الاصطناعي كانت إنسانية أكثر من تلك المكتوبة من قبل البشر.
وكشف الباحثون أن رسائل الذكاء الاصطناعي ساعدت المشاركين على التخفيف من شدة الضيق الذي كانوا يشعرون به بسبب الأخطاء التي اقترفوها، مبرزين أنه سجل لديه انضباط أكثر من البشر في تقديم الدعم العاطفي، كما لم يقدم نصائح للمشاركين على عكس البشر الذين بدأوا مباشرة في كتابة النصائح.
ويفسر سبب تعاطف الذكاء الاصطناعي أكثر مع المشاركين عن غيرهم من البشر، بحقيقة أن الإنسان في مثل هذه المواقف التي يشعر فيها بالندم، لا يميل إلى تقبل النصح بل كل ما يبحث عنه هو الشعور بأنه مسموع وأن هناك شخص يفهم حقا ما يمر به.
وجاء في بيان رسمي نشرته جامعة جنوب كاليفورنيا، أن هذه النتائج تفتح الباب على مصراعيه أمام المستقبل الذي يمكن أن يخفف فيه دخول الذكاء الاصطناعي من شعور الأفراد بالوحدة، وبالتالي تقديم الدعم العاطفي والاجتماعي لهم، لاسيما وأن معدلات الوحدة والعزلة والاكتئاب مرتفعة جدا في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة “غلادستون للذكاء الاصطناعي”، كانت قد أشارت في تقرير سابق لها، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا يمكن أن تتسبب في تهديد كبير على البشرية يمكن أن يؤدي في أسوأ الحالات إلى انقراض الجنس البشري.