تواصل المسيرة الدولية نحو غزة تقدمها في الأراضي الليبية، حيث وصلت إلى مدينة مصراتة شرقي ليبيا، على مشارف الحدود الليبية المصرية، وسط أنباء مؤكدة عن رفض السلطات المصرية السماح بدخول المسيرة إلى أراضيها. ويأتي هذا الرفض في ظل تضييقات متزايدة تمارسها القاهرة على المشاركين، لا سيما من الدول المغاربية والعربية.
ويشارك في المسيرة متطوعون مغاربة، أفرادا وممثلين لهيئات وطنية معروفة بدعمها للقضية الفلسطينية ومناهضتها للتطبيع، حيث سبق أن أعلنت مجموعة من الفعاليات الحقوقية والهيئات دعمها للمبادرة وانخراطها الميداني فيها. غير أن الأخبار الواردة من مصر تُفيد بقيام السلطات المصرية بإرجاع المتضامنين المغاربة من المطارات.
وفي هذا السياق، قال عبد الإله بن عبد السلام، عضو الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع، في تصريح لموقع “سفيركم”، إن هناك تجاوبا كبيرا من المغاربة مع المسيرة، كما أن عددا من مناضلي الجبهة توجهوا بالفعل نحو القاهرة للمشاركة، مشيرا إلى أن السلطات المصرية بدأت في ترحيل وإرجاع عدد من المغاربة.
وأضاف بن عبد السلام أن هناك حديثا عن نية لترحيل جميع القادمين من الدول العربية، كما أن السفارة المصرية ترفض منح التأشيرات حتى تاريخ 23 يونيو، أي بعد انتهاء المسيرة، وهو ما نعتبره تضييقًا واضحًا على إرادة الشعوب المغاربية والعربية في نصرة القضية الفلسطينية.
وفي موازاة التحرك البري نحو غزة، تشهد إسبانيا نشاطا مكثفا ضمن مبادرة إنسانية أوروبية رافضة للعدوان، حيث أعلنت “الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان” رسميا انخراطها في المبادرة الإسبانية “يجب إيقاف الحرب”، التي تنظم يوما وطنيا تضامنيا يوم السبت 14 يونيو 2025 في أكثر من 120 مدينة إسبانية، للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.
وأكدت الرابطة، في بلاغ لها، دعمها الكامل للأهداف الإنسانية والحقوقية النبيلة التي تتبناها المبادرة، والتي تشمل: المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري والنهائي، التنديد بالجرائم المرتكبة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين، التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل سلام عادل وحرية حقيقية، وتكريم الصحافيين الفلسطينيين الذين يخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة.
وأوضحت الرابطة أن فرعها في جهة كتالونيا سيشارك بفعالية في التجمعات والاحتجاجات المرتقبة، انسجاما مع مبادئها في الدفاع عن الشعوب المضطهدة.
ووجهت المنظمة نداء إلى الجالية المغربية في إسبانيا للمشاركة المكثفة في هذه التظاهرة، مؤكدة أن هذا الحضور الجماهيري يمثل “تعبيرا جماعيا عن الوعي الإنساني، والكرامة، والتضامن”.
وفي ظل هذا الزخم الشعبي والتضامن الدولي المتنامي مع غزة، يظل الموقف المصري من المسيرة موضع انتقاد واسع، ويثير تساؤلات حول جدوى الإجراءات الأمنية المتشددة في وجه المبادرات المدنية والحقوقية التي تسعى إلى رفع الحصار عن غزة وإيقاف العدوان المستمر.