أكد الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، نبيل بن عبد الله، اليوم الثلاثاء بمدينة الرباط، على أن “المغرب قطع أشواطا كبيرة في ملف الصحراء، وينهج سياسة هجومية بدأت نتائجها في الظهور، في سياق ردود أفعال الخصوم السياسية للمملكة على مستوى الهيئات القارية والدولية، خاصة بعد عودتها إلى محيطها الإفريقي، وتحولها إلى رقم صعب في المعادلة السياسية القارية.
وفي هذا السياق، أكد نبيل بنعبد الله، في كلمته الافتتاحية في الندوة المنظمة بمقر الحزب تحت عنوان ’’آفاق الطي النهائي لملف الصحراء المغربية’’، بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، أن ’’الديبلوماسية المغربية تعتمد اليوم على نهج هجومي، انطلاقا من التأكيد على التعامل البناء مع المغرب، بوضع قضية الصحراء المغربية على رأس العلاقات الثنائية، وهذا ما تؤكده تطورات العلاقة مع دولة مهمة”، في إشارة منه إلى العلاقات المغربية الفرنسية، “لرفض المغرب استمرار الغموض على هذا المستوى، وفق ما أكده الخطاب الملكي”، على حد تعبير الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية.
إقرأ أيضا :دراسة تكشف عن ارتباط وثيق بين قبائل الصحراء وسلاطين المملكة
وشدد بن عبد الله على أن ’’الاستراتيجية الجديدة التي تنهجها المملكة، بدأت تعطي ثمارها، لكن مع ذلك لا زال الملف على المستوى الأممي والدولي مطروحا، دون أن تظهر في الأفق معالم الطي النهائي لهذا الملف الذي يكرس مغربية الصحراء.
وسجل أن ’’المملكة أصبحت تحتل المواقع، وتطور علاقات متينة مع الدول الإفريقية، وهذا ما جنب اتخاذ مواقف ضدها من داخل منظمة الاتحاد الإفريقي، بالرغم من كون الأخيرة غير معنية بحل ملف الصحراء. بالإضافة إلى كون المغرب يملك علاقات ثنائية مع العديد من الدول”.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، أن ’’أزيد من 100 دولة، تعترف اليوم بمغربية الصحراء أو مقترح الحكم الذاتي، كحل وحيد في إطار السيادة المغربية، كما تم فتح العشرات من القنصليات، من قبل عدد كبير من الدول بالعيون أو بالداخلة، وهذه المسألة فيها رمزية بالنسبة لبلادنا”.
إقرأ أيضا : الملك: المسيرة الخضراء لعبت دورا مهما في استكمال الوحدة الترابية
واسترسل بالقول: ’’اعتراف عدد من الدول الكبرى بالصحراء المغربية، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وهولندا، وألمانيا وغيرها من الدول المهمة، مسألة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لبلادنا، إضافة إلى المكتسبات المقررة في هذا السياق”.
وأضاف أن ’’المقررات المتعلقة بقضية الصحراء، أصبحت أكثر فأكثر قريبة من الطرح المغربي، وعلى رأسها المقرر الأخير رقم 2703، الخاص بمجلس الأمن، وهذا ما يمكن أن نلاحظه في ردود أفعال خصوم المملكة”.
وأوضح رئيس حزب الكتاب، في كلمته، أن أسباب نجاح المقترح الذاتي، ليس فقط الحملة الديبلوماسية التي تمت من أجله، وإنما ’’لأنه جاء والمغرب يعيش طفرة إصلاحية على جميع المستويات، بهدف توسيع الفضاء الديمقراطي الحريات، والقيام بإصلاحات اقتصادية والاهتمام بالشأن الاجتماعي، وكون المغرب يعيش تحولا حقيقيا”.
وأبرز في ذات السياق، أن “الصخرة التي يمكن أن تتكسر أمامها كل المناورات التي يمكن أن تدبر من قبل الخصوم، هي مسألة الجبهة الداخلية”.
وخلص نبيل بن عبد الله بالقول: ’’نحن مقتنعون أنه بالقدر الذي ستكون فيه الجبهة الداخلية متينة ديمقراطيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بقدر ما يمكن أن تستمر المناورات لعقود أخرى من الزمن”.