حاول الكثير من الباحثين والعلماء دراسة وتفسير الأحلام ودورها في حياتنا، لكنهم لم يتوصلوا إلى نتائج علمية صريحة، وعرفوا الأحلام على أنها هلوسات تحدث أثناء النوم، ولكن من منا يمكنه تجاهلها حتى وإن لم ندرك سببها وكيف تتشكل؟ إنها تخبرنا الكثير عن حياتنا وتكشف لنا بعض الحقائق المرتبطة بدواخلنا، لكن ماذا عن أولئك الذين لا يحلمون ولا يتذكرون أحلامهم؟.
عمى العقل أو الأفاتانزيا
هناك فئة معينة من البشر لا تستطيع أن تحلم أثناء نومها، بل ولا تستطيع حتى تذكر ماضيها، ويرجع ذلك إلى ما أسماه العلماء بمرض “الأفانتازيا” أو بعبارة أخرى “عمى العقل”، وهي حالة عصبية مفترضة حيث أن الشخص لا يمتلك القدرة على استخدام مخيلته أو ما يسمى بعين العقل، لاسترجاع صور معينة، وقد اقترح المصطلح لأول مرة في دراسة سنة 2015 لنوع معين من العمى البصري.
ويعرف طبيب الأعصاب البريطاني، آدم زيمان، الـ”أفانتازيا” بأنها حالة تغيب فيها “الرؤية الذهنية أو العجز عن تكوين صور في خيال شخص، ويقول زيمان “إذا قيل أمام معظمنا عبارات مثل: طاولة مطبخ أو شجرة تفاح، فسنكون قادرين على إعادة إنتاج صورة ذهنية لكلا الأمرين في المخ، لكن الأشخاص الذين يعانون من الأفانتازيا يعجزون عن عمل ذلك تماما”.
أربعة في المائة مصابون بعمى العقل
ويشبه الطبيب الفنزويلي غيليرمو أنطونيو أسيفيدو الشخص المصاب ب”الأفانتازيا” بجهاز كمبيوتر أُغلقت شاشته، يمكنه فقط تخزين ملفات نصية ولا يقبل تخزين ملفات صور.
وصرح أنه يعاني من هذه الحالة المرضية هو الأخر، وقد اكتشف ذلك عن طريق الصدفة فقط عندما قرأ مقالا ل”زيمان” يتحدث فيه عن عمى العقل، وذلك عمن عمر 31 عام، بحيث قضى “أستيفيدو” معضم حياته معتقدا أن الأشخاص الذين يرون أحلاما أثناء نومهم، أو من تتشكل عندهم صور بعقولهم عنذ ذكر أسماء أشخاص أو أماكن معينة أو غيرها، هم فقط تنتابهم الهلوسات ولا يرون أي شيء في الحقيقة، حتى أدرك سنة 2005 أنه هو الآخر يشكل واحد من 4 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من “الأفانتازيا”.
علاج لا يدوم..
ومن أجل تشخيص هذه الحالة، يتعين على الأشخاص عادة الإجابة على استبيان بشأن التصورات الذهنية، وهو ما فعله “أسيفيدو”.
ويقول “زيمان” بشأن علاج هذه الحالات أنه “من الصعب جدا تطوير قدرة شخص على تكوين صور ذهنية إن لم يختبر ذلك من قبل، ولقد تناول بعض الأشخاص أدوية، وعلى الرغم من أنهم استطاعوا تكوين صور، إلا أنها لا تدوم”.