فضح تحقيق ألماني ما تقوم به إيران في الخفاء، لزعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة استهدافها المتواصل للمغرب وإسرائيل، وأماط اللثام عن مؤامرة حاكتها إيران، بمعية مرتزقة جبهة البوليساريو، لتنفيذ هجومات على التمثيلية الإسرائيلية في العاصمة الرباط.
وقدم التحقيق الذي أنجزته كريستين كنش، مراسلة مجلة “دي فيلت” الألمانية، والذي عنونته بـ”كيف تقوم إيران بإنشاء شبكة إرهابية عالمية ضد إسرائيل؟”، دلائل عن تورط “البوليساريو” في استهداف الأمن الداخلي والوحدة الترابية للمغرب، وأبرز أن الجبهة المتواجدة في مخيمات تندوف، تعد ضمن “شبكة الإرهاب العالمية”، التي وضعتها إيران لتحريكها في أي وقت لخدمة مصالحها الاستراتيجية.
وقبل بضعة أشهر، انتشرت أخبار تفيد بتقديم إيران طائرات بدون طيار لجبهة البوليساريو، من أجل استخدامها في حربها الوهمية ضد المغرب، الذي تقدم بشكل ملحوظ في مستوى علاقاته مع إسرائيل.
وفي إطار استراتيجيتها الرامية إلى توسيع نطاق نفوذها في المنطقة، بوسائل إرهابية تعمل من خلالها على زعزعة استقرارها، أوردت المجلة، أن جبهة “البوليساريو” نسقت مع “حزب الله” اللبناني المعروف بموالاته لطهران، بالإضافة إلى ممثلين عن الحرس الثوري الإيراني، بهدف توحيد الجهود من أجل تنفيذ هجمات ضد الأهداف الإسرائيلية، بصفة عامة، وتمثيليتها بمدينة الرباط، بصفة خاصة.
وعن تفاصيل الاستراتيجية الإيرانية في الصحراء المغربية، ذكرت التحقيق الألماني الذي نشرته مجلة “دي فيلت”، أن إيران وراء كل الأعمال الإرهابية في المنطقة، حيث أن النظام الشيعي نسج شبكة عالمية من الميليشيات، يدعمها بشكل متواصل بالأسلحة والأموال والتداريب، وفي المقابل يستخدمها لاستراتيجيته الإرهابية ضد الغرب بأسره، وضد الولايات المتحدة وإسرائيل بصفة خاصة.
واستشهد التحقيق بتقارير أجهزة الاستخبارات الغربية، التي أكدت أن طهران التي ما فتئت توسع شبكتها لعدة سنوات، لم تعد تقتصر على دعم المنظمات الشيعية والسنية فقط، بل شملت حتى تلك التي ليس لديها نقاط اتصال مع إسرائيل والإسلام.
وأكد المصدر ذاته، أن جبهة البوليساريو تعتزم استئناف أعمالها العدائية، لمواجهة النجاحات الدبلوماسية التي يواصل المغرب تحقبقها، خاصة وأنه قطع أشواطا كبيرة في علاقاته مع العديد من البلدان، مثل الولايات المتحدة، وألمانيا، وإسبانيا، والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل، وبريطانيا، وبلدان أخرى كثيرة في إفريقيا، ناهيك عن حصوله على اعترافات متواصلة بخصوص مغربية الصحراء، خاصة اعتراف واشنطن بسيادته على صحرائه.
واستحضر التحقيق الألماني، قطع المغرب علاقاته مع إيران، في الفترة التي أدان فيها وزير الخارجية، ناصر بوريطة، تقديم “حزب الله” الدعم لجبهة البوليساريو، عبر تزويدها بالأسلحة والقذائف والطائرات بدون طيار.
ولفتت المجلة إلى أنه على الرغم من أن قادة جبهة “البوليساريو” و”حزب الله”، أنكروا هذه الإدعاءات، إلا أن المغرب لديه أرشيفا واسعا من التقارير المفصلة، وصورا عبر الأقمار الاصطناعية، للاجتماعات التي عقدت بين ممثليهما في الجزائر، بالإضافة إلى تقديم إيران المساعدة في تنظيم اجتماعات بين النظامين، من خلال سفارتها في الجزائر.
وخلص التحقيق الألماني، إلى أن التقارير الاستخبارية الجديدة التي اطلعت عليها المجلة، تؤكد اتهامات المغرب، مشيرة إلى أنه خلال إنجاز المادة، تمكنت المجلة من الحصول على تسجيلات وصور لمحادثات هاتفية، بين ممثلي البوليساريو ووكيل “حزب الله” من الكوت ديفوار، ناقشا فيها إمكانية شن هجمات مشتركة ضد إسرائيل.
وفي محادثات أخرى، ذكر ممثل البوليساريو أن موارد الجبهة لا تكفي حتى الآن لمهاجمة السفارة الإسرائيلية في المغرب، وطالب بالمزيد من الدعم لحزب الله وإيران.