شكل العمل الغنائي الجديد “مع العشران”، للرابور المغربي الشاب عمر سهيلي، المشهور فنيا بلقب “ديزي دروس”، مفاجأة كبيرة لجمهور الراب والمهتمين بالموسيقى، بعد أن تضمن رسائل مباشرة وأخرى مشفرة وجهها لشخصيات مغربية.
ورغم غياب “ديزي دروس” عن الإنتاجات الفنية لمدة سنتين، سجل عودة قوية بالعمل الجديد الذي لاق إعجاب الكثيرين سواء عشاق الموسيقى أو المتخصصين في الشأن الفني، على مستوى المضمون خصوصا وأيضا موسيقيا وتقنيا.
بحس فني صريح، تطرق “ديزي دروس” لعدد من المواضيع التي تمس المغاربة، عبر رسائل بعضها كان واضحا والآخر تلميحا، بداية من غلاء العيش والهجرة السرية، مرورا بالفساد وغسيل الأموال ووصولا إلى حرية الصحافة والإعلام.
وأشهر “ديزي دروس”، سلاح “الكلاش” الذي يعد من أسس فن الراب، في وجه الحكومة الحالية، في شخص رئيسها، عزيز أخنوش، ولمح لحزب التجمع الوطني للأحرار عبر رمز لعبة “أنغري بورد” الشهيرة.
وخاطب الرابور رئيس الحكومة بدور صحفي يقول: “كيفاش باغي تربي المغاربة وانت ماعارف حتى كيفاش تهضر”، مستحضرا وعيده في خطاب ألقاه خلال تجمع لحزبه في إيطاليا، حيث قال: “المغاربة لي ناقصاه التربية خصنا نعاودو التربية ديالو”.
وتطرقا لحرية الإعلام والصحافة، أعاد الرابور المغربي إلى الأذهان، واقعة رمي حذاء صوب الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، من طرف الصحافي العراقي منتظر الزيدي، مجسدا قضية تعنيفه واعتقاله.
واستعان الفنان بشخصية عبد القادر الخراز، عميد الشرطة المتقاعد، الذي تعرف عليها المغاربة عبر “اليوتيوب”، عبر مقاطع يسرد فيها قصصا من الواقع وحكايات أشخاص وراء القضبان.
بعدها صوب سهيلي سهام الانتقاد، نحو الأحزاب السياسية، وأيضا تجاذبات التيارين الإسلامي المحافظ والحداثي، عبر مشهد تمثيلي لشخصيتين معروفتين، في برنامج “الاتجاه المعاكس”، الذي يقدمه الإعلامي فيصل القاسم، الذي وصفه ب”القاصف”.
لم تسلم فئة الفنانين من رماح “ديزي دروس”، وعلى الخصوص زملاؤه في ميدان “الراب”، فظهر في مشهد وهو يرتدي “الحايك” ويقلد ظهور منال بنشليخة بأحد أعمالها الغنائية، وفي مشهد آخر مع شخص داخل سيارة، وهو مكمم الفم ومكبل اليدين، ويشبه الرابور توفيق حازب المعروف فنيا بلقب “دون البيغ”.
تلميحات ورسائل “ديزي دروس” أغرت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأخيرة التي عجت بمقاطع من الأغنية بغية تفسير “شفراتها”، كل حسب وجهة نظره.
وحققت أغنية “العشران” مشاهدات قياسية في ظرف وحيز، حيث شاهدها أزيد من خمس مليون متفرج على منصة اليوتيوب، واحتكرت عرش قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في المغرب، وتصدرتها في عديد من الدول مثل فرنسا(الرتبة الأولى)، وإسبانيا (الرتبة الثانية)، والجزائر (الرتبة الأولى) والرتبة السابعة عالميا.