أبرز الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بدر عريش، أنه وللسنة الخامسة على التوالي، يطل علينا فيها الموسم الفلاحي وشبح الجفاف مازال قائما، معتبرا أن الأمر بطبيعة الحال يؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي ببلادنا.
وأضاف عريش في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن هذا التأخر سيكون له انعكاسا على القيمة المضافة الفلاحية كما توقع بنك المغرب في آخر اجتماع له.
وقال إن الترجيحات تؤول إلى تراجع القيمة الفلاحية بنسبة 4،6 في المئة هذه السنة، خاصة مع تأثر مزروعات فلاحية مثل الحبوب التي تزرع في منتصف نونبر إلى غاية منتصف دجنبر.
وكشف أن الإنتاج الفلاحي من المواد الأساسية الفلاحية خاصة الحبوب، في ظل هذا الوضع، سيعرف تراجعا هذه السنة وفق الإحصاءات والفرضيات التي وضعها بنك المغرب والتي قدرت بـ 50 قنطار من الحبوب وهو ما سيدفع الدولة من استيراد الحاجيات من الحبوب من الخارج، الأمر الذي سينتج عنه اختلال على مستوى ميزان الأداءات وأيضا بالميزان التجاري.
وأوضح بدر عريش بأن تأخر التساقطات والتي يمكن أن تؤدي إلى موسم جاف، سينتج عنه ارتفاع تكاليف المُدخلات الفلاحية التي يستعملها الفلاحون في الزراعات الأساسية وأيضا سيؤدي هذا التأخر إلى ارتفاع نسبة البطالة خاصة بالعالم القروي في صفوف الشباب بالدرجة الأولى.
وأكد المتحدث على أن توالي سنوات الجفاف ليست وحدها من تؤثر على الموسم الفلاحي، داعيا إلى “ضرورة إعادة النظر في السياسة المائية ودعم البحث العلمي من أجل اعتماد زراعات مقاومة للجفاف، إضافة إلى مراجعة عدد من السياسات الفلاحية التي تشجع الفلاحة التصديرية وبالأخص المنتوجات التي تستنزف الفرشة المائية مثل الطماطم الأفوكادو والتي تضررت هذه السنة بشكل كبير بفعل الاستغلال المكثف للفلاحين الكبار”.
وأشار إلى أن تأخر التساقطات له تأثير على المناطق البورية كما السقوية حيث تضررت الفرشة المائية بشكل كبير، ضاربا مثلا بمدينة أكادير بمنطقة سوس ماسة، والتي لم يعد الفلاحون فيها يصلون للمياه على بعد 6 أمتار عند حفر الآبار كما السابق، ويحتاجون لحفر 300 متر علهم يجدون شيئا.
وعبر عريش عن أمله مع قدوم الوزير الجديد للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في إعادة النظر في السياسة الفلاحية وكذلك ترشيد المياه خاصة بالمجال الفلاحي الذي يستهلك نسبة كبيرة من الماء ببلادنا.
وتمنى أن يحظى المغرب “بتساقطات مطرية هذه السنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الموسم الفلاحي، داعيا الدولة وعلى رأسها وزارة الفلاحة إلى تحمل مسؤوليتها ودعم الفلاحين خاصة الفلاح الصغير الذي تضرر بتوالي سنوات الجفاف وارتفاعا في تكلفة المعيشة “، مشيرا إلى أن لا بد من دعم مباشر لهذا الفلاح.