توج المنتخب المغربي الأولمبي أمس الخميس ببرونزية الأولمبياد، عقب انتصاره العريض على نظيره المصري بسداسية نظيفة في مباراة الترتيب.
وتقبل المصريون الخسارة خالقين منها جوا من الدعابة بعد ضياع حلم التتويج بميدالية أولمبية، وباركوا في نفس الوقت فوز المغرب في ظل العلاقة الطيبة التي تجمع البلدين في مختلف الأصعدة.
واعتبر الناقد الرياضي المصري طه عبد الله لـ”سفيركم” أن خسارة منتخب مصر أمام المغرب كانت واضحة لعدة عوامل وأسباب، يأتي أهمها الفارق الكبير بين المستوى الفردي والجماعي للاعبي أسود الأطلس وتواجدهم المستمر في تشكيلات فرقهم الأساسية، أو حتى مشاركتهم باستمرار إلى جانب احترافهم في العديد من الأندية الأوروبية، وهو على عكس ما يبدو على منتخب الفراعنة الذي يشهد تواجد عدد محدود من اللاعبين دائمي المشاركة مع فرقهم بالدوري المحلي بمصر، في ظل حضور عدد قليل من المحترفين في أندية القارة العجوز، مع تسجيل غيابهم عن الفريق الأول.
ووضح الناقد طه أن السبب الثاني والأبرز وهو عدم انتظام مسابقة الدوري المصري في موعدها ووجود حالة من التخبط في توقيتات المسابقات التي تستمر صيفا دون توقف، ما سبب إصابة اللاعبين دائمي المشاركة مع فرقهم في الدوري “قليلي العدد” كأحمد سيد زيزو لاعب الزمالك الذي ترك أرضية الميدان مبكرا أمس، وعدم موافقة الأندية على إرسال لاعبيها من فوق السن إلى المنتخب الأولمبي بسبب ضيق المباريات ورغبة تلك الفرق في حسم المنافسات المحلية بالرغم من مناداة المدرب عليهم.
من جهته تحدث الصحفي الرياضي المصري معتز محمد لـ”سفيركم” عن سبب الظهور الشاحب للمنتخب المصري الأولمبي قائلا: “نحن كمصريين كنا نأمل في تحقيق الميدالية البرونزية، لكننا توقعنا الخسارة أمام المغرب، إلا أن الهزيمة بسداسية كانت مفاجئة بالنسبة إلينا.”
وأعزى معتز سبب الخسارة الثقيلة ضد المغرب إلى الاتحاد المصري للعبة، محملا إياه مسؤولية الفشل في إحراز ميدالية أولمبية، لعدم ضغطه على الفرق التي تنشط بالدوري المحلي بهدف تسريح لاعبيها لصالح المنتخب الأولمبي، إضافة لعدم جدية الاتحاد في تلبية متطلبات المدرب ميكالي.
وجدد المتحدث ذاته التركيز على نقطة توفر المنتخب المغربي على لاعبين محترفين، ما ظهر جليا على أرضية الميدان مشيرا إلى أنه سبب رئيسي في الخسارة.
وفي نفس السياق أثنى مسؤولون مصريون رفيعو المستوى على المستوى الذي ظهر به المغرب في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وتتويجه بالميدالية البرونزية للمسابقة، والتي تعد الأولى في تاريخ مشاركات العرب.
كما عبروا على أن المغرب يتوفر حاليا على واحدة من أفضل المنظومات الكروية على مختلف الأصعدة، ابتداءا من مراكز التكوين وصولا لعدد المحترفين بمختلف دوريات العالم، إلى جانب مدربين من الطراز العالي من شأنهم خلق الإضافة.