كشف سفير المغرب بفنلندا، محمد أشكالو، خلال ندوة نظمت يوم أمس الثلاثاء بمدينة هلسنكي، تحت عنوان “المغرب: حيث يمتزج العمل بالثقافة”، أن الثقافة تعتبر بوابة لتعزيز العلاقات الثنائية بين فنلندا والمملكة المغربية.
وكشف موقع “Daily Finland” الفنلندي، أن هذه الندوة، المنظمة في إطار تعاون بين جمعية “ساراب” الفنلندية-العربية وسفارة المملكة المغربية في هلسنكي، كانت فرصة مهمة لاستعراض التطورات الكبيرة التي شهدتها الشراكة بين البلدين في مجالات التجارة والسياحة والثقافة في الآونة الأخيرة، مبرزا أنها مناسبة دعى من خلالها المشاركون من البلدين إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية في المستقبل.
وفي هذا الصدد، أكد أشكالو في مداخلته، خلال هذه الفعالية، على الدور المركزي للثقافة في بناء جسور التواصل بين الأمم وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي، قائلا: “تعتبر الثقافة بوابة قوية لتعزيز العلاقات الدولية، وهذا ما يظهر من خلال الحوار المتزايد بين المغرب وفنلندا. ورغم أن البلدين يتشاركان في قيم مشتركة مثل السلام والتسامح والتعاون، فإن إمكانيات التبادل الثقافي والاقتصادي أعمق بكثير. ومن خلال تعزيز هذه الروابط عبر المبادرات الثقافية، نسعى إلى ربط الشعب الفنلندي بالإسهامات الغنية للمغرب، سواء التاريخية أو المعاصرة، وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون”.
وأشار السفير المغربي إلى أن المغرب يمثل نقطة تلاقي فريدة بين الحضارات، حيث تأثر بثقافات متنوعة مثل الأمازيغية والقرطاجية والرومانية والعربية والإسلامية والأندلسية، مؤكدا على أن التنوع الثقافي الذي تزخر به المملكة، يشكل عنصرا أساسيا ورصيدا حيويا في علاقاتها الدولية.
واستطرد أشكالو قائلا: “تمتد ثروة المغرب الثقافية إلى ما هو أبعد من جذوره التاريخية. فقد أثر فنانونا بشكل كبير على العالم، وتركوا بصمة دائمة من خلال العمارة والفنون البصرية والتصميم”.
وأشاد السفير بقدرة بلاده على مواجهة التحديات العالمية مثل التضخم وزلزال الحوز والتحديات الاقتصادية، حيث قال: “رغم هذه التحديات العالمية، نما الاقتصاد المغربي بنسبة 3.4% في عام 2023، مدفوعا بانتعاش السياحة وزيادة الصادرات والسياسات الاقتصادية السليمة”.
وذكر المصدر ذاته أن المغرب شهد زيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتراجعا ملحوظا في العجز التجاري، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2007، مما يؤكد انفتاح المغرب وقدرته على التكيف في اقتصاد عالمي مترابط بشكل متزايد.
ومن جانبها، قالت كريستا نابولا، مديرة قسم شمال وغرب إفريقيا بوزارة الخارجية الفنلندية، في كلمتها خلال الندوة: “سنة 2024 استثنائية على مستوى العلاقات بين فنلندا والمغرب، حيث دخلت هذه العلاقات حقبة جديدة”، مشددة على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال اتخاذ إجراءات مهمة لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والسياحة والثقافة.
ونوهت نابولا بدور الحكومة المغربية في النهوض بهذه العلاقات، مشيرة إلى أن الاجتماعات واللقاءات رفيعة المستوى ساهمت في تعزيز هذه الشراكة، مثمنة في ذات الوقت جهود البلدين في مواجهة التحديات العالمية، والتزامهما المشترك في استغلال الفرص المتاحة لتحقيق النمو.
تعليقات( 0 )